hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

حرب أمل والتيار لن تتوقف... ولو حصل مئة اعتذار

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شارع مقابل شارع، فيديو مسرب يدعو الى تكسير رأس نبيه بري وجمهور أملي يشتم جبران باسيل ويلعن رئيس الجمهورية... جبران لم يعتذر وشارع أمل لم يقصر"محاولة اقتحام ترويع وقطع طرقات"، كل الخطوط الحمراء سقطت في ليلة الاثنين المشؤومة، المشهد كان اقرب الى فيلم سينمائي تدور احداثه بين رجال العصابات ولا يمكن ان يرتقي الى مجرد خلاف سياسي نشأ على خلفية مرسوم وتطورت احداثه بفيديو مشبوه ادى الى انفلاش الامور ومحاولة تطيير البلد والتسوية السياسية التي قامت مع بداية العهد الجديد.

ثمة من يلوم جبران باسيل على"زلة اللسان" في الحضور الانتخابي البتروني بالتسرع وعدم مراعاة المواقع، وثمة من يعتبر ان غلطة الشاطر بألف غلطة وان ما قبل الفيديو ليس كما بعده، وثمة من يدافع عن موقف رئيس التيار بالقول ان باسيل يحاول تصويب البوصلة وفرض معادلة الشريك المسيحي القوي الى جانب المسلم القوي، وان ما قاله باسيل بالسر يقوله كثيرون في المجالس السرية، لكن هذا لا ينفع في التبرير وتصليح الأمور التي تحتاج الى معجزة لاعادتها الى مساراتها، فباسيل ليس في وارد الاعتذار أقله حتى الساعة، اكتفى بالتعبير عن الأسف فقط لتسريب الفيلم فيما حولت ارتكابات شارع أمل والعبارات التي صدرت عنه ضد رئيس الجمهورية ووزير الخارجية مجرى الاحداث من "المعتدي الى معتدى عليه" ايضاً وعلى قاعدة "وحدة بوحدة".
القراءة في سطور الأزمة تظهر ما يلي، الاصطفافات السياسية كلها صبت لمصلحة رئيس المجلس، فحزب الله أصدر بيان مؤازرة لبري، جنبلاط تموضع الى جانب الشريك في عين التينة، المردة دعت الى الاعتذار وقبول الاعتذار، فيما بدت مهمة الحريري اشبه بالمستحيلة، اتصالات بعين التينة وايفاد "نادر ونهاد" لتطويق ذيول التصريح الباسيلي وجواب حازم من عين التينة "القضية كبيرة ولا تحل بتبويس اللحى".
 حاول رئيس الحكومة على مدى الاربع وعشرين ساعة الماضية ان يكون اطفائي الحريق الكبير الذي اندلع بين عين التينة والشالوحي، لكن الحريري تلقى بداية اجوبة من عين التينة تلبسه تهمة التوقيع على مرسوم الأقدمية الشهير، وعلى مدى الاربع وعشرين ساعة الماضية كان الحريري قلقاً ظهرت على محياه معالم الوجوم والقلق في اجتماعات القصر، يقول عارفوه ان الحريري تظهر الازمة دائماً على وجهه وتعابيره فلا يملك قدرة "السياسيين الخبثاء في اخفاء المعالم، بدون شك فان رئيس الحكومة استذكر ايام المحنة السعودية ووطأة ما حصل عشية الاثنين شبيه بما حصل في الرابع من تشرين الاول، وهو واقع بين "شاقوفي" بعبدا وعين التينة، فلرئيس الجمهورية فائق الامتنان والشعور الدائم برد الجميل "ولرئيس المجلس كامل الاحترام فهو سيد اللعبة السياسية واستاذها، وعليه فان الحريري حاول ان يتسلل لفرض التهدئة وترتيب الامور، وعينه على التسوية السياسية فبقاء الخلاف والتشنج يعني سقوط التسوية السياسية التي تم تدعيمها بعد ازمة الرياض، وبالتالي تعطيل الحكومة والمجلس النيابي وضرب العهد، هذا ما يفسر تجهم وجه سعد الحريري في بعبدا.
رئيس الجمهورية دخل على خط الازمة ببيان لاعلام الرئاسة يعرب فيه عن أسفه لتدني الخطاب السياسي ولوقوع خطأ بني على خطأ مسامحاً من تعرض له ولعائلته، بدوره التزم تكتل الاصلاح والتغيير سقف الخطاب الرئاسي، معتبرا ان ما حصل تم استدراكه باسف ابداه باسيل لما جرى وعلى قاعدة ان الكرامات متساوية بين الفيديو وما حصل امام الشالوحي، مما يعني ان "لا" اعتذار بالمباشر والشخصي بعد ان ساوت احداث اليومين بالكرامات.
هل اصبحت التسوية السياسية في خطر وهل يملك حزب الله حلولا سرية تنفع في الازمة؟ ثمة من يعتقد ان العودة الى ستاتيكو ما قبل الفيديو وترميم الجسور يحتاج الى جهود استثنائية ومن الصعب معرفة ما اذا كان ذلك متاحاً في المدى القريب المنظور او قبل الانتخابات النيابية، فحزب الله لم يستطع ان يفعل شيئاً في حشرة المرسوم لتقريب وجهات النظر بين حليفيه وبعد تسريب الفيديو تفاقمت التعقيدات اكثر.
بدوره الرئيس الحريري يبدو كمن اضاع مفتاح الحل ولا يملك مبادرات و"يداه مشلولتان" بعدما سدت عين التينة الابواب في وجه فاعلي الخير على خط الازمة، اطالة الازمة يعني ان مصير التسوية سيصبح بخطر، والخلاف سيتمدد الى كل الملفات والى الانتخابات النيابية التي تواجه استحقاق تطييرها والا فان المواجهة ستكون قاسية بين "الأستيذ" والتيار من جزين الى جبيل لتأليب الشارع الشيعي ضد التيار وبعدما اصبح جمهور التيارين غير متقبل لاي تحالف ولو حصل مئة الف اعتذار.
قد تسلك التدخلات طريقها لايجاد مخرج للازمة، لكن ما في القلوب يصعب محوه بسهولة، ما قاله نواب أمل في جبران باسيل قد يفوق بمرات كثيرة مرارة وايذاء ما قاله باسيل في بلدة محمرش البترونية باضعاف الاضعاف، قد يكون الاجدى اصلاح ما افسده الدهر بالنفوس قبل التوهم باصلاح ما لا يمكن ان يصبح جيدأ في يوم من الايام كعلاقة بري وعون او بري باسيل.


 

  • شارك الخبر