hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

تطيير الانتخابات... حديث صالونات سياسية "فقط"

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

دعوة رئيس الجمهورية الهيئات الناخبة للانتخابات في 6 ايار قطعت الشك باليقين "الانتخابات حاصلة وفي موعدها المحدد"، واستعدادات وزارة الداخلية والكتل السياسية التي اطلقت عملها وماكيناتها الانتخابية باندفاعة اللحظات التي تسبق بدء المعركة تقطع الطريق امام الشائعات التي تروج لتطيير الانتخابات او احتمال تأجيلها لبعض الوقت، ورغم ذلك فان حديث الصالونات السياسية يتمحور حول عدم حصول الانتخابات للاسباب والمعطيات التالية:
اولاً، ثمة رغبة اقليمية ودولية بتطيير الانتخابات بناء لمعلومات للسفارات والمبعوثين الدوليين الذين هم على اطلاع بالمجريات الانتخابية بان الربح النيابي او الاكثرية البرلمانية في مجلس 2018 ستكون لمحور حزب الله وحلفائه في فريق 8 آذار، وهذا ما ترفضه الدول المعنية بالملف اللبناني، كما ان الوضع الداخلي في حسابات المتحمسين لعدم اجراء الانتخابات لا يسمح بذلك، فمن جهة يبرز الخلاف بين رئيسي الجمهورية ومجلس النواب الذي وصل الى ذروته مؤخرا واذ من شأنه خلق اجواء غير مؤاتية وغير ملائمة للانتخابات في أيار، ومن جهة اخرى الافتراق الانتخابي كعامل غير مشجع للعملية الانتخابية بين الحلفاء في الخط السياسي نفسه.
العلاقة لم تشهد حلحلة انتخابية بين المستقبل والقوات كما ان تيار المستقبل لم يحسم تحالفاته الا الى جانب التيار الوطني الحر، وهنا تكمن العقدة الاساسية حيث ان دولاً اساسية تبدي خشيتها من هذا التقارب غير المنضبط بسقوف بين التيار والمستقبل ومن حالة الغرام الواقعة بين السراي وبعبدا. عدا ذلك يبرز العامل الامني والمخاوف من تفجير الساحة الداخلية وهذا ما طرح بعد تفجير صيدا لاحد كوادر حركة حماس وما يحكى عن احتمال الدخول الاسرائيلي على خط الانتخابات بعمليات تفجيرية، والمخاوف من تحركات في الشارع السني على خلفية ملف العفو عن الموقوفين الاسلاميين وربط الملف بالاستحقاق.
في حديث الصالونات السياسة فان قوى سياسية كبرى لها مصلحة في حصول التأجيل وهذا ما يتقاطع مع المواقف الدولية، فرئيس الحكومة الذي ابدى تصلباً في السابق وتشدداً في خوض الانتخابات بقانون يخسره اكثر من عشرة نواب هو في الصميم يتمنى عدم حصولها فالحريري يتخوف من ما يتم التحضير له لتحريك الشارع السني ضده، وهو واقع في ازمة نفسية بين التزامه المعنوي والانتخابي مع التيار الوطني الحر تطبيقاً لالتزامات سياسية وعربون وفاء لما قام به رئيس الجمهورية في 4 تشرين، كما ان تأجيل الانتخابات من شأنها ترييح الرياض التي يرغب رئيس الحكومة باعادة ترتيب الاوراق معها من جديد، ومن هنا يتوقف المتابعون عند الاشارات الايجابية التي صدرت عن رئيس الحكومة تجاه المملكة. فمخاصمة السعودية تعني تدفق الأموال الانتخابية الى منافسي الحريري على الساحة السنية وحرمانه من التمويل للانتخابات، كما ان تأجيل الانتخابات اليوم يضمن الاستقرار الحكومي وبقاء الحريري لبعض الوقت واطلاق المشاريع الحكومية وان كان سعد الحريري بحسب الاتفاقات السياسية هو ايضاً رئيس حكومة ما بعد الانتخابات ايضا.
 في حديث الصالونات جدل حول شكل المجلس الجديد واحجام الكتل النيايبة التي ستنتج عن الانتخابات وقدرتها على التحكم بالمفاصل ومسار اللعبة الساسية في مجلس النواب وتساؤلات عن المجلس الذي سينتخب رئيس الجمهورية المقبل خصوصاً ان مجلس 2018 ليس هو من ينتخب الرئيس بل المجلس الذي يليه، هذه التساؤلات ويضاف اليها الغموض الانتخابي وعدم تركيب اللوائح بعدها يضيف المزيد من الالتباس حول الانتخابات، فهل يمكن للسعودية مثلاً اذا اضاعت مفتاح التحكم بمسار المعركة الانتخابية ان تقبل بمجلس يسيطر عليه حزب الله،وهل تقبل بعد خسارتها العراق واليمن ان تخسر المزيد من الاوراق على الساحة اللبنانية؟
ثمة من يعتبر ان كل المخاوف عن تطيير الانتخابات مجرد كلام لا يعدو كونه حديث صالونات ليس اكثر، فرئيس الجمهورية اعطى وعداً بانجاز الانتخابات في موعدها وفق القانون الجديد شاء من شاء ومهما حدث، والبلاد دخلت مرحلة الاستنفار القصوى التي تسبق الانتخابات بوقت قليل والماكينات ادارت محركاتها على السرعة القصوى والنهائية بانتظار اعلان اللوائح بداية شهر شباط .


 

  • شارك الخبر