hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جوزف قصيفي

روكز وترتيب شؤون البيت الداخلي

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كانت المقابلة التي بثها تلفزيون "الجديد"مساء الاحد المنصرم مع العميد شامل روكز موفقة، وأظهرت قدرة الاخير على التفلت من الاسئلة المحرجة، والالتفاف على محاولات الاستدراج، ودلت على اللياقة التي يتمتع بها. فلم يكن مستفزاً، ولا قلل من شأن المنافسين المحتملين له وللائحة التي يعتزم تأليفها في كسروان - الفتوح - جبيل. وبدا للمشاهدين انه واثق الخطى، متأكد من فوزه، لكنه حريص على ايصال العدد الاكبر من زملائه على اللائحة الى الندوة النيابية.

ان الذرائع التي واجهه بها من لا يؤيدون ترشيحه كانت واهية، وبعضها ينطوي على حقد. تحامل ومحاولة للايقاع بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، والعزف على وتر "الغريب". كل محاولات "تسخيف"اطلالة روكز منيت بالفشل، لأن حجم التأييد العابر للمناطق والطوائف الذي ظهر في الاستطلاعات والاتصالات المباشرة ووسائط التواصل الاجتماعي: هاشتاغ، تويتر، واتساب، قطع الشكّ باليقين.
ان نغمة "الغريب" لا تجد سوقا لها، فقبل روكز هناك العديد من الزعماء والشخصيات ترشحوا خارج مناطقهم الاصلية وهم معروفون ويمكن ايراد لائحة طويلة بأسمائهم، خصوصا ان هذا الامر هو حق دستوري لان النائب يكون نائبا عن الامة، وان تمثيله منطقة معينة لا يتعارص مع هذا التوصيف.
ولكن ثمة محاذير يجب ان تؤخذ في الحسبان، وان يوليها روكز ما تستحق من اهتمام:
اولاً: ان استعانته بوجوه تقليدية بحجة رفع الحاصل الانتخابي، ستكون صدمة للمراهنين على تغيير نوعي طال انتظاره في المنطقة. فهذه الوجوه خدمت عسكريتها ولم تعد تمتلك القدرة على العطاء، اضافة الى افتقارها لرؤية واضحة حول مستقبل الدائرة الانتخابية التي يطمح الى تمثيلها. وبالتالي قد ينعش هذا الاتجاه ميل المثقفين والساعين الى التغيير النوعي، الى مقاطعة الانتخابات او في افضل الحالات التصويت بورقة بيضاء دلالة الى رفض هذه"المعونة" الانتخابية التي تؤمّن الربح على حساب النوعية.
ثانياً: ان الحضور الحزبي للتيار الوطني الحر في اللائحة المنتظرة سيكون ادنى من التوقعات. فالتيار لم يفلح كما كان مؤملا، في بناء قاعدة حزبية متماسكة، قادرة على فرز "كادرات" تستطيع الامساك بالارض والافادة من الحال "العونية" وهالة الرئيس. وقد يكون هذا هو السبب الرئيس الذي يحمل روكز على تدعيم لائحته بمرشحين من خارج حزب "التيار" متحصنا بوعد منهم بالانضواء في التكتل البرلماني الداعم للعهد. لكن السؤال المطروح: هل دائما تصدق الوعود؟
ثالثا: ما العمل مع نواب "تكتل التغيير والاصلاح" الذين كانوا اوفياء وناضلوا الى جانب العماد ميشال عون ولم يرتكبوا "فاولا" واحدا يؤاخذون عليه، خصوصا في المنعطفات المصيرية. قد تكون هناك مآخذ على أدائهم ومشاركتهم، لاسيما في المجال الخدماتي. ولكن لا بد من جلسات تقييم، وقراءة متأنية لواقع الحال، والتفاهم على المرحلة المقبلة، لان من الضروري بمكان الا يضاء على خلافات تعصف بالتيار من دون ان تكون هناك قدرة على ضبطها. ولا بد من جلسة مكاشفة ومصارحة برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بغرض ان تصبح الاوضاع "صافي يا لبن".
يعرف العميد شامل روكز ان انتخابات كسروان – الفتوح - جبيل لن تكون نزهة سهلة، وسيتعين عليه بذل جهد استثنائي لتكون المرحلة الراهنة مناسبة لتصويب البوصلة في الاتجاه الذي يخدم الهدف.
حتى الساعة لا شيء قد بت على المستوى الانتخابي، والتنافس قائم على أشده للدخول الى "جنة " اللائحة القوية. هناك الصوت التفضيلي، الحاصل الانتخابي وعامل المال والاعلام، وكل هذه العوامل شاقة ووعرة.
في اي حال المفاوضات ناشطة، والضباب ينحسر، والرؤية تتضح، ومتى  اكتملت الصورة، يتخذ القرار.
فحذار من التناقضات التي تجد غير يد تعبث فيها لزيادة الشروخ. وان الف باء تفادي المطبات يكون في معالجة البيت الداخلي وترتيبه.
ويبقى العميد في طليعة الاقوياء على رقعة "الشطرنج" الكسرواني لتاريخ وصفات يستهوون الناس، ولمؤسسة وافد منها تحتل مرتبة لا تدانى في هذه المنطقة التي تمنحها الكثير الكثير من الحب والولاء، والقليل القليل من المتطوعين في سلكها.
 

  • شارك الخبر