hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

تويتر جنبلاط... "ولا اهضم"

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٧ - 06:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من يتابع وليد جنبلاط في يومياته السياسية يعرف ان معظم مواقف البيك تمر عبر تويتر،هو يقضي اغلب اوقاته مغرداً، مفضلاً على ما يبدو التواصل الاجتماعي عبر المواقع او الاكتفاء باللقاءات السياسية والعائلية الطابع على غرار العشاء السياسي في كليمنصو مع وزير الخارجية جبران باسيل، او العشاء الذي تلاه مع رئيس الحكومة سعد الحريري، فيما يبدو ان جنبلاط أوكل المهمة السياسية لنجله تيمور الذي يخوض الانتخابات النيابية في شهر أيار ويستقبل الوفود الشعبية في المختارة بدلاً عنه، فكان لا بد لتيمور من زيارة الصرح البطريركي لتهنئة الراعي بعيد الميلاد .

لم يكتف جنبلاط عند هذا الحد فالتوريث السياسي لن ينحصر عند حدود رئاسة الحزب والزعامة والمقعد الانتخابي، فالبيك قرر ان يدخل وريثه العالم الافتراضي ايضاً، هكذا أدخله عبر تغريدات الى عالم التواصل الذي يجيده جنبلاط ويحتل رقماً عاليا بنسبة التغريدات والمتابعين وان كانت حركة جنبلاط تعلو وتهبط بحسب المزاج المتقلب الذي يشتهر به الزعيم الاشتراكي ووفق بورصة الاحداث. قرار دخول تيمور عالم التغريد سوقه جنبلاط بتغريدة قرر فيها الالتحاق بسياسة النأي بالنفس بعدما التحق تيمور بالنادي افساحاً في المجال"، ليرد تيمور طالباً التريث قبل الاستمرار بالخطة .

دخول الابن الى العالم الافتراضي لن يأخذ من رصيد الوالد تويترياً، فجنبلاط يوصف بالماهر في التعامل مع هذا الموقع وبانه الاكثر تغريداً وفي نسبة المتابعين له عبر تويتر بعد سعد الحريري الذي يحتل المرتبة الأولى ويتنافس معهما رئيس القوات سمير جعجع. وإذا كان تويتر ضاق ذرعا بوئام وهاب لانه لم يستوعب ضغطه الافتراضي وحملاته فأقفل حساب وئام ومعه افراد عائلته، إلا ان حساب جنبلاط جار تشغيله ربما لانه اكثر "لطافة" في التعبير وانتقاء الالفاظ التي يختارها بعناية، فلا عجب ان يجمع تويتر جنبلاط بين الهجوم السياسي اللاذع والمبطن، وبين اخبار ثقافية وبيئية واجتماعية، كالتوطين وقضية القدس وجباية الكهرباء ومشاكل النفايات، فجنبلاط قد لا تغفله وفاة نجمة اسطورة السينما المصرية والعربية، ولا ينس ان يرحب ترحيباً ولا اهضم منه "بالطلة الحلوة بقائد عصائب الحق عندما يزور لبنان في خضم الناي بالنفس "ويدعوه الى منسف في الجبل،ويدخل على قضية الحريات الاعلامية طرفاً الى جانب الاعلامي مارسيل غانم،ولا يفوته التعليق على زجاجات الكحول في قصر الرئيس اليمني المُغتال، او ان يغمز من قناة ما تفعله السعودية بأمرائها بالتعليق على اننا في لبنان نحتاج الى ضعف مساحة "الريتز"

قد يتعب وليد جنبلاط من التغريد هو دائماً يشتكي من تعب عينيه وحاجته دائماً الى النظارات، وقد يغيب جنبلاط عن تويتر فيعتذر عن التقصير والقيام بواجب المواساة نتيجة ظروف صحية كما يعزوها ربما مفسحاً في المجال امام الرفاق في الحزب الاشتراكي للقيام بالواجب، هذا لا يعني ان جنبلاط لا يفتقد الموقع فهو اعتاد عليه وان كان لا يحتاج اليه لتسويق نفسه سياسياً فهو الزعيم الدرزي في الجبل ورئيس كتلة الديمقراطي و"بيضة القبان " في الازمات وهو قادر ان يلم الشمل الدرزي في ثوانٍ ويخطب ما يشاء، لكنه اعتاد ان يغرد على هواه الافتراضي الذي يؤمن له الحضور الدائم والمستمر.

تكشف تويترات البيك مزاجه واصطفافاته السياسية،في ازمة الحريري الاخيرة لم يجد له معينا في محنة غياب سعد الا تويتر كتب عليه تغريدة وجهها الى المملكة وسحبها بسرعة، ومن خلال تويتر مؤخراً تبين انه واقف الى جانب الرئيس نبيه بري في موضوع الحريات الاعلامية، وان كان عبر بعد عودة رئيس الحكومة من الرياض عن حسن ادارة الرؤساء للازمة بدون ان ينسى الرئيس الفرنسي بدربه. آخر التوتيرات الجنبلاطية تضمنت معايدة سعيدة ودعوة الى السفر ومطالعة كتاب للكاتبة التركية اليف شافاك "قليل من السفر يفرح قلب الانسان ولا تنسوا المطالعة"، ومرور جنبلاطي على مرسوم ضباط ال94 بالتنمير على استشارته "بوذا".

اذا كانت شخصيات سياسية كثيرة معروفة تستعين بفريق اعلامي وتقني واختصاصيين في مجال التواصل للاهتمام بتويترهم فان جنبلاط يقوم بالمهمة بنفسه، يدخل في نقاشات ويرد على اسئلة معينة بدون خوض جدالات على نطاق واسع، وهو يغرد بالعربية والفرنسية ويستعين بالرسوم والصور التي يصعب فك رموزها ومعانيها احياناً.فتغريداته كوكتيل ومزيج من كل شيىء معاً، وعلى الدرب ذاته يسير نجله تيمور الذي لا تخلو تغريداته من النفس الجنبلاطي نفسه منكهة بنفحة شبابية واكثر عصرية، فالولد سر ابيه لكن جنبلاط على تويتر كما في الحياة السياسية والعامة لا يشبه الا نفسه، فمن بين السياسيين المغردين على تويتر فان جنبلاط هو اكثرهم جاذبية وحركة.

  • شارك الخبر