وَعد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "بالتوصّل قريبا الى حلّ" في ما يتعلق بأزمة رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان. عمليا، الأسبوع الحالي سيشكّل التوطئة التمهيدية لهذا الحلّ. فجلسة مجلس الوزراء التي تمّ تأجيلها الى يوم الخميس بسبب الجلسات التشريعية ستشهد تكملة للنقاش الحامي بشأن آلية التعيينات، لكن ليس محسوما بعد إمكانية البحث ببند مجلس إدارة تلفزيون لبنان وتعيين رئيس له.

فالوزير ملحم الرياشي أعدّ الملف وسيرسله اليوم الى الامانة العامة لمجلس الوزراء تمهيدا لطرحه يوم الخميس. لكن دون ذلك عقبات، إذ أن الأمر بات مرتبطا بسلّة التعيينات ككل.
فالحلّ الذي يتحدّث عنه جعجع والقائم، كما علم موقع "ليبانون فايلز" على تسهيل بتّ مسألة تلفزيون لبنان العالقة منذ أشهر بالتزامن مع التوافق على تعيينات بالجملة، يبدو أنه لا يزال مكبّلا بالتعقيدات.
فعادة التوافق على موقع ما في الفئة الثالثة أو الثانية في إدارة صغيرة قد يستغرف أشهرا من المفاوضات فكيف إذا كان المطلوب تعيينات بالجملة، وتوافقات بالجملة عليها أيضا. لكن الأهمّ، أن ما سيسبق حصول هذه التعيينات هو محاولات تطيير آليتها بعد تأجيل هذا البند من الجلسة السابقة، فيما يربط كثر بين هذا الإجراء وبين ايجاد حل لمعضلة التلفزيون.
فأخيرا رست التسوية على حلّ لا يزال محلّ تفاوض بين القطبين المسيحيين "التيار الوطني الحر" و"القوات". بمقابل التوافق على اختيار رئيس الجمهورية إسما من بين الأسماء التي اجتازت آلية التعيينات، يتمّ بالتزامن مع ذلك التوافق على سلسلة تعيينات في مواقع مسيحية أخرى. مع العلم ان التوافق على أعضاء مجلس إدارة تلفزيون لبنان الستة قد أنجز ولا خلاف عليه حيث تولّى كل فريق سياسي طرح اسم مرشحه، فيما دخل "حزب الله" مؤخرا على الملف وأعطى موافقته أيضا على العضو الشيعي في مجلس الادارة وهو عبد الغني طليس.
هذه التسوية قد تفتح الطريق امام حل لا يزال عالقا منذ آذار الماضي حين قرّر الوزير ملحم الرياشي، خلافا لرغبة الرئيس ميشال عون الذي يعتبر هذا الموقع من ضمن المواقع "المكتسبة" حيث يكون للرئاسة الأولى الكلمة الفصل فيه تماما كقيادة الجيش وكازينو لبنان، تطبيق آلية التعيينات في اختيار رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان.
في النهاية اختارت اللجنة المؤلفة من وزير الاعلام ووزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عز الدين ورئيسة مجلس الخدمة المدنية فاطمة الصايغ ثلاثة مرشحين: ايلي خوري وتوفيق طرابلسي (كاثوليك) وبشاره شربل (ماروني). وفي معرض الأخذ والردّ بين بعبدا ومعراب حول الموضوع وتغطية جعجع لوزيره في التزامه بالآلية، بقي إحتمال إختيار إسم من خارج الآلية قائما، الى أن ربط مؤخرا موضوع اختيار إسم من ضمن الآلية مع سلّة من التعيينات أو package.
على رأس هذه التعيينات التوافق بين "التيار" و"القوات" على تعيين مدير جديد لـ "الوكالة الوطنية للاعلام" حيث يولي جبران باسيل أهمية قصوى لهذا الموقع ويريد بتّ التعيين بأسرع وقت بالتزامن مع "تلفزيون لبنان"، فيما الإسم جاهز لديه ولا ينتظر سوى حلحلة باقي العقد على مستوى المواقع الأخرى.
وهذكا يتّجه الحزبان المسيحيان الى اتفاق شبه شامل حول معظم التعيينات المسيحية للفئتين الأولى والثانية امتد حكما الى التشكيلات الديبلوماسية حيث تجاهر "القوات" بضرورة حفظ حصتها في هذه التشكيلات، وصولا الى مجلس إدارة "الميدل ايست" (3 أعضاء مسيحيين) ومجلس إنترا، ومجالس إدارة المستشفيات، والمحافظين والقائمقامين...