hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ليبانون فايلز

الشيف سامي خويري وخفايا الصمود في الحرب اللبنانيّة ? الجزء 3: جولة أولى

الأربعاء ١٥ نيسان ٢٠١٧ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ما ورد في هذا المقطع هو جزء بسيط، من مقاطع وصفحات متتالية تروي قصة حول ما سبق ورافق حادثة عين الرمانة المشؤومة بين الكتائب والمنظمات الفلسطينية ومعركة الفنادق، أما التفاصيل فسترد من ضمن كتاب كامل ينشره موقع ليبانون فايلز، اضافة الى كتب اخرى تؤرخ مرحلة الحرب اللبنانية على لسان قادة من أحزاب أخرى، جرى البدء فعلياً بكتابتها.

ناشر موقع ليبانون فايلز: ربيع الهبر

قبل حادثة عين الرمّانة الشهيرة كانت الأوضاع في لبنان تتأزّم داخلياً بين تغطية القيادات الإسلاميّة لتجاوزات الفصائل الفلسطينيّة (خصوصاً منظّمة فتح بقيادة ياسر عرفات) إضافة إلى مطالبها بحق المشاركة في الحكم، وبين معارضة حزب الكتائب للعمل الفدائي الفوضوي وظهور العناصر الفلسطينيّة بالسلاح في مخيّماتها وعدم احترامها لقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني فضلاً عن الاستفزازات في الجامعة اللبنانيّة.

كنت تركت كسروان بعد العقوبة واستلم مساعدي في مفوّضية كسروان جورج رشدان متابعاً الدور وتطبيق الخطة كما لو أنّني كنت موجوداً ولم يتغيّر شيء.

الشرارة الأولى

يوم الأحد 13 نيسان 1975 سمعنا بخبر محاولة اغتيال الشيخ بيار الجميّل واستشهاد مرافقه جوزيف أبو عاصي، وعُرف أنّ سيّارة مسلّحة وصلت بكوفيّات أطلقت النار على تجمّع كتائبي أمام كنيسة سيدة الخلاص في فرن الشبّاك... طبعاً الحادثة خطيرة وكبيرة، وكنت أحاول استيعاب تداعياتها، وإذ نسمع بخبر آخر مفاده أنّه صودف مرور حافلة للمسلّحين الفلسطينيّين ووقع اشتباك معهم وسقط قتلى منهم. عندها توجّهت فوراً إلى البيت المركزي وأنا متأكد أنّ الأمور بدأت تخرج عن السيطرة.

ومن دون أيّ استدعاء رأينا أنّ شباب الـ"ب.ج." توافدوا إلى البيت المركزي بسلاحهم الفردي. وتمركزنا هناك من دون تجمّعات تجنّباً لاستهدافنا بقنابل والسير بقي طبيعياً في المحيط.

بالتواتر عرفنا أنّ الوضع في عين الرمّانة سيّء لأنّ الفلسطينيّين اعتبروا أنّ الحادث مقصود وأعلنوا عن اجتماع عام ضمّ اليسار اللبناني والقيادات السنّية حيث قرّروا إدانة الكتائب وعزلها سياسياً. وفُتِحَت الجبهات التي شملت الفنادق والشيّاح وتلّ الزعتر-الدكوانة، المريجة، حارة حريك، الكرنتينا.

صمود في عين الرمّانة والفنادق

 

أوّل نداء وصلني من رئيس "مجلس الأمن" في الحزب وليم حاوي الذي كان رضي على الـ"ب.ج."، وطلب خروج مجموعة معي إلى عين الرمّانة كونهم بحاجة لدعم، حيث تمّ التنسيق المباشر مع ناجي بطرس الذي برز اسمه في الدفاع عن الجبهة هناك. وهو عاد وأسّس لاحقاً فرقة "ب.ج." (بعبدا) التي شاركت في أشرس المعارك وقتها. واستمر إطلاق النار والضغط الفلسطيني مع القوى المسلّحة التي تؤازرهم مدّة 4 أيّام اشتباكات مفتوحة (من 13 نيسان وحتى 17 منه).

في معارك الفنادق، صمدنا في كل من الفينيسيا والسان جورج و"الهوليداي إن" حيث انتشر نحو مئة شاب، وكذلك حصل على خط سكة الترامواي التي كانت تمر قرب ستاركو. وكانت الهجمات تحصل من طريق اسمها "طلعة جنبلاط" باتجاه مدخل فندق "الهوليداي إن" وكنّا نحبطها لأنّنا كنا نُمسك بشرفات الفندق، علماً أنّنا واجهنا مشكلة في أوّل يوم دخول إليه كونه كان مكتظاً بالزبائن الذين فزعوا طبعاً من تواجدنا، ولكن رغم الحرج كنا في الوقت ذاته لائقين جداً في تعاملنا معهم. وبالتأكيد لم يكن بإمكاننا الانسحاب منه لأنّ الفريق الآخر سيحتلّه وسيتوسّعون أكثر لجهة مناطقنا.

أبطال الجولة الأولى

الجولة الأولى انتهت إذاً بعد 4 أيّام مع إنشاء لجنة أمنيّة بين الطرفين بإشراف القوى الأمنيّة. وشاءت الظروف أنّ الشباب في مختلف مناطقهم كانوا على قدر المسؤوليّة ويتمتعون بالإيمان وبالقوّة اللازمة التي أفشلت خطط القوى المعتدية. وهنا برز حزب الكتائب في أوج قوّته ويعود الفضل في ذلك إلى قادة المناطق الذين تسلّموا كل جبهات العاصمة بيروت وهي وفق ما ذكرها القائد بطرس خوند في كتابه "القوى النظاميّة الكتائبيّة": جبهة عين الرمانة وقائدها الشهيد إميل غنطوس؛ جبهة الحدث-المريجة قائدها لويس كرم؛ جبهة بدادون قائدها الشهيد ميشال الحويّك؛ كفرشيما بقيادة رئيس القسم أنطوان مخلوف؛ جسر الباشا قائدها سمير أبي نادر؛ الدكوانة-تل الزعتر الشهيد كرم صدقة بإشراف سليم رعيدي؛ الكرنتينا قائدها جورج شعنين؛ الأشرفيّة كامب رحّال قائدها الشهيد طنّوس بيروتي ويعاونه الشهيد كميل هرموش من قسم فرن الشبّاك؛ الفنادق-المنطقة الرابعة وتوالى على قيادتها عدد كبير من المسؤولين وهم على التوالي بول شربل، نخلة حجّار، سامي خويري، حبيب أبو جودة، فرج عبيد، كميل هرموش، جورج شعنين، جورج فوريدس؛ جبهة الأسواق حيث بعد سقوط المنطقة الرابعة تم تبديل قادتها بشكل دائم وهي تمتد من المرفأ حتى المتحف وفيها نقطتين، الأولى المرفأ دائرة السير بعهدة كمال المرّ (الأشرفيّة) والثانية "فتّال"-القناطر-أوتيل ريجنت بعهدة مناطق وأقسام أبرزها منطقة الرميل وطوارئ بيروت وحتى منطقة الباستور التي على رأسها نزار نجاريان؛ أما بناية الباطون كانت في عهدة "النظاميّات" وعلى رأسها جوسلين خويري؛ جبهة الصيفي بعهدة جورج عبد الجليل ومن بعده ميشال عبريني؛ جبهة الرنغ-التباريس بقيادة شارل حصري الملقّب بـ"خريستو"؛ جبهة الصخرة في محيط منزل رئيس الحزب الشيخ بيار الجميّل بقيادة "فرقة الصخرة" وعلى رأسها فؤاد الشرتوني؛ جبهة السوديكو-البرجاوي-الليسه-المتحف بقيادة الشهيد طنّوس بيروتي ومن بعده كمال المر ثمّ ميشال جبّور وسليم الجلخ ومارك فلامون ومارون تابت. أما جبهة الضبية وحارة الغوارنة فكانت بقيادة الشهيد كرم صدقة (مفوّضية المتن الشمالي).

وكانت جبهات بيروت والأسواق تابعة لمفوّضية بيروت وتوالى على قيادتها منذ 13 نيسان 1975 فؤاد روكز، جورج شعنين، كمال المرّ، مسعود الأشقر، ومن ثمّ جوزف جبيلي.

  • شارك الخبر