hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ليبانون فايلز

ذل يومي للبنانيين... رجاء كفى إذلالا فمن هنا تستعاد الثقة بالدولة

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٧ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من منا لا يرتجف لدى سماعه بقرب المعاينة الميكانيكية لسيارته، ومن منا لا يحمل الهم لأنه سيعاني كل انواع الإذلال في اليوم الذي يختار فيه النزول الى مركز المعاينة في الحدث او في العيرونية في الشمال، ومن المحتمل الا يتمكن من انجاز المعاينة في يوم واحد إلا إذا كان حاضرا منذ الساعة الثالثة فجرا امام مركز المعانية في البرد والهواء والشتاء.

إن فترة الانتظار للدخول الى عدد قليل من الشبابيك تتجاوز الـ3 ساعات خارج مبنى الميكانيك، اي على الطريق في صف يصل الى عشرات الأمتار، وفيه يحصل التدافع والمشاكل، وفيه تسمع شتائم بحق الدولة من كل الأشكال والأحجام.

وبعد مرحلة الإذلال الأولى تنطلق المرحلة الثانية وهي الأهم في داخل المبنى حيث ستقف بين قضبان الحديد لساعة ونصف الساعة للوصول الى الشباك، وفي حال وصلت وتنقصك ورقة ما، فعليك ان تجرب حظك في مرة أخرى، وفي الداخل تشم جميع انواع الروائح ويحصل التدافع، وتسمع مجددا كل احجام الشتائم ودائما بحق الدولة.

المرحلة الثالثة من الإذلال هي التوقف بالسيارة أمام باب اجراء المعاينة، لساعة ونصف الساعة على الاقل، وهنا يكون الجوع قد غلبك والتعب ارهقك، وعليك كل 5 دقائق تحريك سيارتك الى الأمام وإلا يصرخ بك احد العاملين "قرب يا معلم" او يصرخ لك باسم سيارتك "قرب يا مرسيديس"، وهنا عليك اخفاء كل شيء من الممكن ان "يُشفط" من 250 ليرة معدنية وصولا الى الالف ليرة ورقية قبل تسليم السيارة لقدرها. ومن بعدها يلعب الحظ دوره في ان تخونك سيارتك وترسب في الامتحان، فعليك مجددا القيام بكل المعاملات بعد اصلاح العطل الذي يتم اختراعه احيانا، ولكن هذه المرة تكون المعاملات اسرع للراسبين.

البعض بات يحضر معه فتاة الى شباك النساء لكي تقطع له وصل الدخول وليعبر المعاينة بشكل اسرع، واصبح صف النساء احيانا يصل الى الخارج بسبب اعتماد هذه الطريقة من قبل البعض.

الطبقات المتوسطة والفقيرة والغنية ومن كل الطوائف تقوم بإجراء المعاينة الميكانيكية، والبهدلة لا تقتصر على طبقة ما او على طائفة ما بل تطال كل اللبنانيين. ففي اي دولة متخلفة يذل المواطن في هذه الطريقة غير لبنان؟ طبعا لا يوجد.

وزارة الداخلية ألغت المعاينة لشهرين بسبب الزحمة التي نتجت عن اقفال المعاينة بسبب اعتصام اتحادات قطاع النقل البري، واليوم البهدلة والذل عادا مجددا والزحمة تخنق اللبنانيين، الذين يشعرون في مراكز المعاينة بغياب الدولة والمؤسسات بشكل جدي لانهم يتعرضون لابشع أنواع المعاملة والممارسات التي لا ترقى الى مراتب الإنسانية.

ما هو الحل لهذه الأزمة التي عمرها من عمر إنشاء المعاينة؟ رجاء كفى! تعبنا من الذل هناك، أقفلو المعاينة نهائيا الى حين تطويرها وتحسينها وزيادة المراكز التي من المفترض ان يكون تشييدها قد انطلق، وعندما تؤمن لنا الدولة حسن المعاملة وسرعة المعاينة وتنظيم العمل فيها فجميعنا يعود الى المراكز... إن استعادة الثقة بالدولة تنطلق من التوقف عن ذل اللبنانيين.

  • شارك الخبر