hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ملاك عقيل

مرسوم دعوة الهيئات الناخبة... كأنه لم يكن

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٧ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"منكبر فيك. 82 عاما من الكرامة" بهذا الشعار احتفل العونيون بجنرالهم الذي صار رئيسا تفتح له أبواب عواصم العالم ويحطّ المرشحون للرئاسة في دول الغرب في "قصره" ويستمع اليه حلفاء الداخل الجدد، وهو يخطب في مصير سوريا و"مسار" الاسد وحتمية التمسّك بسلاح المقاومة والقول لاسرائيل ما لم يقله اي رئيس جمهورية آخر، من دون أن ينقلبوا على التزاماتهم تجاه العهد أو يخرجوا عن السقوف التي رسموها لأنفسهم طالما ميشال عون هو رئيس البلاد. 

استعاد هؤلاء بعضا من الصور التي تسرّبت سابقا لميشال عون وهو يقطع قالب الحلوى في دارته في الرابية مع عدد من اصدقائه مرتديا أحيانا بزّة الرياضة. في السنوات الماضية اعتاد أعضاء "خلية السبت"، التي صارت من الماضي بعد انتخاب عون رئيسا للجمهورية، ان يحتفلوا بالجنرال في منزله مع كمّ من المعايدات من الاقارب والاصدقاء والسياسيين. يمكن القول هذا العام ان المعايدات ارتدت طابعا خاصا جدا في الاسلوب وفي المضمون، ما ميّزها وجود عون في القصر الجمهوري. أهل القصر احاطو احتفالية الثامن عشر من شباط التي قبل انها كانت "خاصة جدا ومميزة" بسرّية مطلقة. لا كلمة ولا صورة، لكن مع تمنيات جماعية من داخل القصر وخارجه بـ "طول العمر. وعقبال الـ 150"!
هذا النوع من الاحتفالات لا يغني ميشال عون عن الاساس، إصلاح الاعوجاج وعلى كل المستويات. قبل أن يكون قانون الانتخاب والموازنة العامة من كبرى تحديات العهد، فإن الملفين هما من واجبات الحكومة القائمة وما على الرئاسة الاولى سوى رسم المسار وتحديد الخطوط التي من غير المسموح الخروج عنها. وهذا ما ينجح ميشال عون في فعله حتى الان.
بالامس كان رئيس الجمهورية في الصورة تماما. سبق للوزير نهاد المشنوق ان وضعه في أجواء خطوته القاضية بالتوقيع على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة التزاما بواجباته كوزير للداخلية وثانيا من باب الحثّ على الاسراع في إقرار قانون انتخابات جديد تماما كما فعل الرئيس عون بالاعلان المسبق عن عدم توقيعه على المرسوم من باب الحث أيضا. توقيع رئيس الحكومة على المرسوم كان مفهوما ومتوقعا في قصر بعبدا، خصوصا انه لا يمكن للحريري ان يسلك مسارا مغايرا لوزير الداخلية المحسوب عليه ولأن التفاهم بين رئيس الحمهورية والحكومة واضح بشأن وضع المرسوم لاحقا في الجارور... والانصراف الى التركيز على إنهاء ورشة قانون الانتخاب.
بشأن الموازنة العامة وأمام كل المواقف المتضاربة بشأنها لم يقل رئيس الجمهورية كلمته بشأنها، لكن وفق أوساط بعبدا "لا مهل ضاغطة للموازنة العامة لكي تقرّ بعكس قانون الانتخاب المحكوم بمهل ضاغطة ستدفع البلد نحو الانفراج او المجهول، ومنطقيا فإن المجلس الحالي بولايته القائمة يجب ان يقرّ هذه الموازنة".
الأهمّ، أن ليس كل ما يقال في الاعلام وعلى المنابر لدواعي التجييش مع قرب إجراء الانتخابات النيابية يعكس حقيقة ما يدور في الكواليس. على خط بعبدا-عين التينة- بيت الوسط وصولا الى معراب يتحدّث العارفون عن تواصل مستمر ومثمر وجسور ترمّم بانتظام بالرغم من السجالات السياسية خصوصا على خلفية مواقف الرئاسة الاولى مؤخرا بشأن سوريا وحزب الله والسلاح.
بين بعبدا وبيت الوسط كيمياء لا تعكرّها "ثوابت" رئيس الجمهورية المتناقضة مع ثوابت "الشيخ" مع تذكير دائم من جانب أوساط بعبدا بخطاب ترشيح ميشال عون من بيت الوسط "الممتاز" والذي اشار من يومها الى التباين بين الطرفين في المسائل الاستراتيجية. وبين بعبدا وعين التينة ودّ انتخابي واضح لا يعكرّه تناقض المواقف حيال الموازنة والأهمّ ان كل ما يقال في عين التينة لا يفسّر سوى كونه "تكملة" لما يقال في بعبدا، اي لا تناقض في المواقف بل تناغم وانسجام. وبين بعبدا ومعراب تأكيد من الجانبين بأنه حتى لو فرضت الانتخابات النيابية التنافس ضمن اللوائح وحتى لو تباعدت المواقف بشأن دوائر وتقسيمات قانون الانتخاب، فإن تحالف الثنائي المسيحي بات من المسلّمات التي يستحيل تجاوزها او القفز فوقها او تهميشها.

  • شارك الخبر