تستمرّ حالة المراوحة الداخلية حيال اقرار قانون انتخابات جديد، بالتوازي مع بقاء لبنان في حالة مستقرّة نوعاً ما وسط المحيط المتفجّر وعمليات رسم الخرائط الجارية في المنطقة بين القوى الكبرى.

ووسط كل ذلك، يصل اليوم الى بيروت، كما ذكرت المعلومات، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الجمهوري بوب كوركر، حيث سيقوم بسلسلة لقاءات لم تعرف طبيعتها بعد، وان كانت مصادر مطلعة وضعتها في خانة الاطلاع عن كثب على تطورات الوضع اللبناني، مع العلم أن كروكر كان مشروع مرشح تسوية لمركز الخارجية الأميركية، قبل أن يرسو خيار الرئيس دونالد ترامب على ريك تيليرسون.
وكشف مصدر في فريق عمل كوركر لموقع "ليبانون فايلز" عن أن زيارته تندرج تحت ثلاثة عناوين:
أولاً، دعم الحكومة اللبنانية الحالية وعمل المؤسسات الدستورية كضمان لترسيخ الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، عشية المؤتمرات الدولية بشأن سوريا والمنطقة، والتي لن يكون لبنان بمنأى عن نتائجها.
ثانياً، دعم القوى الأمنية والعسكرية الشرعية اللبنانية في جهودها الرامية لحفظ لبنان من مخطط الجماعات الارهابية، مع التنويه بأدائها في مجال الأمن الوقائي والاستباقي في رصد ومتابعة توقيف عناصر هذه المجموعات الأصولية. وسيلتقي كوركر في هذا المجال قائد الجيش العماد جان قهوجي.
ثالثاً، زيارة عمل خاصة الى مركز السفارة الأميركية في عوكر للقاء السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد وأركان السفارة، وهو ما سيبقى بعيداً عن الأضواء بطلب من المعنيين بالزيارة.
وأشار المصدر الى أهمية تفعيل علاقات التعاون السياسية والعسكرية بين البلدين في هذا التوقيت بالذات، من دون أن يربطه بمعطى التصعيد الاميركي-الايراني، كون ذلك يبقى من ضمن استراتيجية الادارة الأميركية الحالية في التعامل مع الأزمات الخارجية. أما لبنان فهو يبقى ضمن الاهتمامات الاميركية بالأمس واليوم وغداً. وزيارته تهدف الى تقييم الجهود الجارية لمحاربة تنظيم داعش، ويعطي قوة دفع للحفاظ على الاستقرار.
وتجدر الاشارة الى ان المسؤول الاميركي سيقوم بجولة في المنطقة للتشاور في مواضيع تعنى بالامن القومي الشرق اوسطي، وموضوع اللاجئين والسبل اللازمة لمعالجته، والمواضيع الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك مع بعض الدول ومنها لبنان.