hit counter script

الحدث - غاصب المختار

الحملة المستغربة على مواقف رئيس الجمهورية

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٧ - 06:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بدا للوهلة الاولى كأن تناغماً قد حصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون وبين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالرد على التهديدات الاسرائيلية للبنان وعلى رسالة المندوب الاسرائيلي في مجلس الامن الدولي، التي تضمنت مغالطات وتضليلاً واضحاً حيال ما وصفته "سيطرة حزب الله على الجيش"، ما يحمل بشكل غير مباشر ملامح تصعيد اسرائيلي ضد لبنان الرسمي وضد الجيش، وهو ما دفع الرئيس عون الى الرد على المندوب الاسرائيلي بشكل مباشر، لوضع الامور في نصابها بالطرق الدبلوماسية وبصوت أعلى سلطة رسمية في لبنان، الامر الذي يصل تأثيره المباشر الى المنظمة الدولية.

لكن العارفين بالامور يؤكدون ان كلام كلاً من الرئيس عون والسيد نصر الله، انما اتى تعبيراً عن موقف مستقل لكلًّ منهما حيال مسائل مبدئية وطنية وسيادية، بغض النظرعن الفوارق المستجدة بين الرجلين من حيث الموقع، فعون بات رئيسا للجمهورية وليس رئيس حزب، ومن واجبه الدستوري والقانوني والوطني بعدما ادى اليمين الدستورية، بأن يكون في طليعة حماة الوطن والسيادة من اي تهديد، فكيف لو جاء من العدو الاسرائيلي، والسيد حسن رئيس اقوى تنظيم واجه اسرائيل تاريخياً، ولا يزال محتفظا بثوابته في الصراع مع العدو.
لذلك بدا منطقياً ان الرجلين يقرآن في كتاب واحد، وهو التصدي لأي تهديد اسرائيلي ولو جاء من خلال اعلى منبر دولي، واذا كان "حزب الله" يشكل مع الجيش طليعة القوة العسكرية بوجه اي مطامع او عدوان اسرائيلي، فإن رئيس الجمهورية يشكل رأس حربة الدولة اللبنانية في التصدي السياسي والدبلوماسي، وبناء لتعليماته واوامره تتصرف الخارجية والبعثات اللبنانية في المحافل والمنابر الدولية.
ولذلك بدت مستغربة وفي غير محلها الحملة السياسية على مواقف رئيس الجمهورية التي تحدث فيها عن تكامل المقاومة مع الجيش في مواجهة اي عدوان او تهديد، وهو موقف مبدئي قديم للرئيس، لا يمس بعلاقات لبنان بالأشقاء العرب والاصدقاء الخارجيين، طالما ان التهديد الاسرائيلي قائم ضد لبنان، وطالما الخروقات الاسرائيلية متمادية للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، وللقرارت الدولية التي تحكم وضع الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة لا سيما القرار 1701، الذي تخرقه اسرائيل بشكل يومي.
أما كلام السيد نصر الله في الشق الاقليمي المتعلق بحملته على بعض دول الخليج، فثمة تحليلات واراء متناقضة له، لكنه مرتبط حكماً باستمرار الصراع الاقليمي على سوريا والعراق واليمن، ولكنه لا يعبر عن موقف لبنان الرسمي ولا عن موقف رئيس الجمهورية، الذي اعطى رأيه الصريح في هذا الصراع وبأن لبنان الرسمي خارجه من طريق الحياد الايجابي الذي تحدث الرئيس عون عنه، بعدما باشر تحصين علاقات لبنان العربية - والخليجية حصراً- بزياراته الى السعودية ومصر والاردن.

  • شارك الخبر