hit counter script

الحدث - جورج غرة

منذ عام ما الذي تغيّر على يدي التيار والقوات؟... "تاريخ ثانٍ"

الخميس ١٥ كانون الثاني ٢٠١٧ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أول ما تغير منذ عام ويوم واحد بين معراب والرابية هو المنطقة إذ ان المعادلة المناطقية تبدلت من الرابية إلى بعبدا. منذ عام انطلق النائب ابراهيم كنعان من الرابية نحو سيدة لبنان في حريصاً، ركع أمام السيدة العذراء وقال لها: "يا سيدة لبنان إني أسلم يومي ونفسي إليكِ". أما الوزير ملحم الرياشي فكان يجلس في معراب يفرك يديه بإنتظار وصول الضيوف تدريجيا وانطلاق اليوم الطويل الذي طال انتظاره.

تطبيق التحضيرات التي كتبت على قصاصات الورق انطلق في 18 كانون الثاني، وتُوج اليوم بوصول رئيس تكتل التغيير والاصلاح آنذاك العماد ميشال عون الى معراب، ليعلن رئيس حزب القوات اللنبانية التحالف مع التيار الوطني الحر وسحب ترشحه للرئاسة وإعلانه ترشيح عون.
الجميع في حينها راهن على هذا التحالف المسيحي العريض، والبعض رشقه من منزله الزجاجي بحجارة رملية تحطمت على أسوار معراب والرابية. التحالف إتهم بأنه يريد إقصاء البعض والقضاء على البعض الآخر، ومنذ عام وحتى اليوم لم نلحظ اي نيات إلغائية لا بل شهدنا على نوايا صافية تجاه كل الفرقاء، لأن هذا التحالف يدرك ان لبنان لا يحكم سوى بالتوافق.
التحالف إجتاز اختبارات ومطبات عدة، ولو لم تكن قاعدته صخرية لكان تحطم وفرح بعض المتضررين، ولكن التنسيق المستمر بين "أخوة التراب وتوأم التحالف" ابراهيم كنعان وملحم الرياشي مستمر بإشراف عون وجعجع، والرياشي اصبح يدخل القصر من دون مواعيد وكنعان تملك جناحا في معراب.
الانتخابات البلدية كانت إحدى اختبارات هذا التحالف ولكن الطابع العائلي والمناطقي حكم المعارك في بعض البلدات، وكل الرهانات سقطت في حينها. فمن اصغر ملف إلى اكبرها تتم معالجته بين القوات والتيار بدقة وسرعة وتنسيق رفيع المستوى، وهذا الأمر شهد عليه الجميع في التعيينات وجلسات مجلس النواب والتحالفات في النقابات وقانون استعادة الجنسية والتمثيل المسيحي الكبير في الحكومة، ناهيك عن الانعكاسات المباشرة على الشارع المسيحي والارتياح الذي حصل منذ عام حتى اليوم واختفاء الاشكالات من الجامعات وثبيت مقولة "أوعا خيك".
هذه الإنجازات في جهة، والإنجاز الرئاسي في جهة أخرى، إذ ان تحالف معراب كرس العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية منذ 18 كانون الثاني 2016، ففي حينها سمعنا الكثير من التحليلات عن ألاعيب تقوم بها القوات اللبنانية، ولكن هذه القوات كانت لبنانية مع عون وقاتلت الى جانبه أكثر من أهل البيت لإيصال عون إلى الرئاسة وكانت في الشارع من أول المحتفلين بالنصر.
في ذكرى التحالف كشف كنعان عن انه يجري التحضير لقانون انتخابي بين التيار والقوات سيتم الإعلان عنه قريبا، وهذا القانون سيشكل الضربة القاضية لقانون الستين بعد المعركة التي اطلقها رئيس الجمهورية على هذا القانون.
استخلصنا في عام واحد الكثير من العبر والنتائج، والجزء الأول الرئاسي انتهى، والتحدي الكبير تحقق في التمثيل المسيحي الكبير في الحكومة، والجزء الثاني إنطلق مع العام الجديد وعنوان العام سيكون الانتخابات النيابية.
مستقبل التحالف والوحدة المسيحية إلى أين؟ هل سيقتنع الجميع بقانون الانتخاب الذي يجري تحضيره؟ وهل ستعترضه المطبات في الانتخابات النيابية المقبلة؟ وهل سنجري جردة العام في السنة المقبلة بإنجازات إضافية؟ العين على كنعان والرياشي اليوم، وبدورهما يوجهان العين والقلب نحو سيدة لبنان.

  • شارك الخبر