hit counter script

باقلامهم - سعد حسامي

اردوغان يهدّد والعبادي يردّ بقوّة... هل تسقط تركيا في "المستنقع العراقي"؟

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٦ - 06:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعدما حسّنت تركيا علاقاتها بروسيا واسرائيل، اثر خلاف معهما بسبب الازمة السورية، وعقبٓ اقتناع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأهمية اعادة العمل بسياسة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو المبنية على مبدأ "صفر مشكلات" مع دول الجوار، ظهرت مشكلة جديدة بالنسبة الى انقرة تمثّلت بالوضع العراقي الملتهب والذي يزداد خطورة يوماً بعدٓ آخر. 

فقد باشرٓ الجيش العراقي مدعوماً من "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن من جهة، ومستشارين ايرانيين من جهة ثانية، العملية العسكرية الاهمّ والاقوى لطرد تنظيم "داعش" من اخر معاقله في الموصل.
ولم تحصل انقرة على موافقة من بغداد للمشاركة عسكرياً في هذه العملية، وهو ما اثارٓ حفيظتها.
وترفض مختلف القوى العراقية قطعاً ايّ تدخّل تركي في الشؤون العراقية، وقد تطوّرت الامور في الايام الفائتة الى حدّ انّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ادلى بتصريح في منتهى الخطورة، بقوله إنّ تُركيا تواجه خطرٓ التقسيم اذا اجتاحت العراق.
وفي هذا السياق اكدت مصادر دبلوماسية عربية متابعة للتوتر العراقي التركي المستجدّ، في حديث الى موقع "ليبانون فايلز"، ان "تركيا تهدّد جدّياً بالتدخل في العراق وحماية السُنّة اذا هاجمهم "الحشد الشعبي" الشيعي، لانها اذا لم تفعل ذلك فستضرر مصالحها في العراق وسيظهر واقع ديموغرافي جديد على حدودها لن يكون في مصلحتها".
واشارت الى ان "تركيا تريد توسيع نفوذها في سوريا والعراق من خلال التوسع شمال سوريا (عملية "درع الفرات") وشمال العراق (منطقة بعشيقة ومعركة الموصل)". وشددت المصادر على ان "الخلاف التركي – الايراني، والتركي – الاميركي المتعلق بالعراق ومعركة الموصل قوّى موقف العبادي ودفعه الى اطلاق تحذيرات غير مسبوقة لتركيا".
ولفتت المصادر الى انه "لا يمكن للحكومة العراقية معارضة النفوذ الايراني الممسك بمفاصل البلاد لان ذلك سيؤدي الى تازم سياسي وعسكري مع طهران التي ترسل مستشارين عسكريين مثل وجود قائد "فيلق القدس" للاشراف على معركة الموصل وغيرها من المعارك سابقا، وطهران ترفض ان يكون لتركيا اي دور في العراق".
واوضحت المصادر انّ الولايات المتحدة راضية عن الوضع القائم لانها تريد الانتقام من تمرد اردوغان عليها، فسمحت بمزيد من التأزم في العلاقات العراقية – التركية والذي تطوّر الى حدّ ارسال تركيا تعزيزات عسكرية الى الحدود العراقية، وتهديد العبادي بأنّ اجتياح تركيا لبلاده سيؤدي الى مواجهة مع القوات العراقية، فضلا عن تفكيك تركيا وانهيارها، على حد تعبيره.
وقالت المصادر ان "تسلح رئيس الوزراء العراقي بالموقفين الايراني والاميركي لمهاجمة وتهديد دولة كبرى كتركيا سيستمر لانّ له مصلحة في تقوية شعبيته بين العراقيين والظهور بموقف رجل الدولة القوي والرافض لتدخل الدول في الشؤون العراقية، اضافة الى استفادة كل من اميركا وايران من هذه الحالة".
واشارت الى ان "انقرة يمكنها التدخل في العراق مثلما فعلت في سوريا، لكنها لن تفعل ذلك هذه المرة، اذ انها تعلم مسبقا بالنتائج الكارثية لهذا التدخل عليها وعلى المنطقة، وهي تنتظر تطوّر الامور لتبني على الشيء مقتضاه".
في المحصّلة، تستبعد المصادر ايّ تهوّر عسكري تركي في العراق، اذ انّ وضع اردوغان الداخلي غير مريح نظراً الى استمراره في عملية التطهير اثر محاولة الانقلاب ضده، فضلا عن انشغاله بلملمة ما تبقى من أمنٍ داخليّ هشّ في ضوء تحذيرات واشنطن لمواطنيها بضرورة التنبه من خطورة الوضع الامني في تركيا، ويُضاف الى كل ذلك الدعوة التي اطلقها زعيم داعش ابو بكر البغدادي الى مقاتليه لمهاجمة تركيا وما تحمله هذه الدعوة من تهديدات جدية تقضّ مضجع انقرة.
 

  • شارك الخبر