hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ملاك عقيل

الحريري الذي لن "ينطقها" يوما...

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

سيقفل العام الحالي على أكثر من حدث. قد يكون الوقت باكرا لفتح الموضوع، لكن أهميته تكمن في كون هذا العام تحديدا يشكّل مفصلا حاسما في الازمة القائمة، لا لأن الانتخابات النيابية على الابواب، ولا لأن رئاسة الجمهورية صارت هاجس اللبنانيين، ولا لأن وجه العالم سيتغيّر بعد ذهاب باراك اوباما الى منزله وحلول هيلاري كلينتون او دونالد ترامب مكانه... بل لأن ميشال عون قال ذلك!

تختلف أكثرية اللبنانيين على مسألة ليس "إذا "الجنرال" سيصل الى الحائط المسدود، بل على "سماكة" الحائط الذي سيصطدم به"! مبدئيا، يمكن التسليم بأن معظم كوكب الارض صار متيقّنا بأن "تيار المستقبل" (مع اغلبية القوى السياسية) لا يريد ميشال عون رئيسا للجمهورية، لكن من يقنع عون نفسه؟ الرجل محق بكونه صاحب حق، لكن ما العمل؟

هل القصة تكمن فقط في كلمة سحرية يجب ان ينطقها الرئيس سعد الحريري ويعيش بعدها اللبنانيون بأمان وسلام؟ اين هو سعد أصلا من كل هذه الجلبة والفوضى؟  

 في 13 آذار من العام 2013 صعد الحريري الى منصة الخطباء في الذكرى السنوية السادسة لانطلاق ثورة الارز. خلع سترته، فكّ ربطة عنقه، ورفع اكمام قميصه في مشهد لم يسبقه اليه اي من السياسيين اللبنانيين.

 شنّ حملة عنيفة على سلاح حزب الله وعلى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي آنذاك الذي اعتبر ان مهمتها تقضي "بشطب المحكمة الدولية ووقف التمويل عنها".

 كان على الحريري الذي كان يتنقل بين باريس والسعودية وموناكو ان يشهد بنفسه لاحقا على قيام ميقاتي، في مواجهة مباشرة مع حلفائه، بالوفاء بوعوده للمجتمع الدولي بقيام حكومته بتسديد المبلغ السنوي المتوجب عليها من حصة المحكمة.

طار ميقاتي وغطّ تمام سلام في السرايا و"الشيخ" خارج لبنان الى ان عاد في آب 2014  بعيد إعلانه عن تقديم السعودية هبة مليار دولار الى الجيش والقوى الامنية دعما للمعركة ضد الارهاب. ذهب وعاد مجددا لكن بعد سحب المملكة الهبة بعيد وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز إثر تفاقم الخلافات داخل الاسرة السعودية الحاكمة

مذّاك قرّر الاستقرار مجددا في لبنان، لكن بشكل متقطع. غاب عن الشاشة نحو  شهرين ونصف تقريبا الى ان عاد الى بيروت مساء السبت. سبقت العودة، التي أتت بعد يوم واحد من إحياء السفارة السعودية في لبنان عيدها الوطني،  مقالة "نووية" في "نيويورك تايمز" تضمّنت مضبطة اتهام كاملة بحق طهران فيما الداخل اللبناني على أعصابه: ماذا سيقول سعد... وإن "جماعته" هنا قالوا و"كتّروا"!

في الاسباب المعلنة استقرّ الحريري خارجا لاسباب مالية تتعلق بترتيب اوضاع "سعودي اوجيه" ومؤسسات "تيار المستقبل" وتسوية امور العائلة المالية. لم ينف المقربون من الرئيس الحريري يوما "العامل المادي" الذي تحكّم بقرار خروجه من لبنان.

اكدوا ايضا على السبب الامني الذي  دفعه الى الانتقال الى الخارج، مع العلم ان الحريري نفسه كان نفى وجود أسباب امنية منعته من البقاء على الاراضي اللبنانية. لكن "الشيخ" وجد نفسه مسيّرا لا مخيرا امام واقع رصد مسار الازمة السورية ليبني على الشئ مقتضاه. طالت الازمة السورية كثيرا، فسلك طريق اللبننة، لكنها لم توصله الى مكان، ولا أوصلت الاخرين ايضا.

وفي الوقت الضائع يحمل "الحريريون" ورقة ثمينة في يدهم هي "تحالفهم المستتر"  مع الرئيس نبيه بري، ومواربة مع النائب وليد جنبلاط صاحب الموقف "الليّن" من ترشيح عون للرئاسة. التناغم بين هؤلاء لا يحتاج الى "دليل ارشاد"، مع حبّة مسك من النائب سليمان فرنجية ومسيحيين مستقلين.

الحريري عاد أخيرا، لكن أي فارق سيحدثه طالما المكتوب قرأ باكرا من عنوانه. سيغيب ثم يعود مجددا. وعلى الارجح سيكون مشغولا "بأزماته" أكثر من أزمة البلد. سيغيب ثم يعود لكنه لن "ينطقها" ابدا... ماذا عن تفاؤل العونيين الدائم؟ همّ كذلك دائما، وإلا لما كانوا من أتباع "العونية"...!

  • شارك الخبر