hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - حـسـن ســعـد

هل يطالب عون برئاسة الحكومة وصلاحياتها "الملكية"؟

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٦ - 00:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تؤكد مجريات الأزمة الرئاسية، المحصورة اليوم بالرئاسة الأولى والمفتوحة عاجلاً لا آجلاً على الرئاستين الثانية والثالثة مع حلول الاستحقاق النيابي في ربيع العام المقبل، أن "العُرف" - الذي يمنع التقيّد بالدستور ويفرض الإلتزام بحصر الرئاسات الثلاث بالطوائف المارونية والشيعية والسنيّة - هو وسيلة الغُبن ومعيار اللامساواة ومكرّس الهيمنة في تكوين السلطة وتوزيع المناصب والمُثير للغرائز الطائفية والمُعرقل لأي حلّ في المدى المنظور.
لم يحظَ "العُرف" بالقدر اللازم من المراجعة والدرس لتقييم أثره السلبي على الحياة السياسية والدستور والنظام الديمقراطي وتداول السلطة، أقله على مستوى الرئاسات الثلاث، خصوصاً أن اللبنانيين لم يكتشفوا حتى اليوم:
- ما الذي جَنَاه المسيحيّون من تمسّك الموارنة بمارونية الرئيس أكثر من الاعتبار المعنوي بأنه الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة؟
- ماذا فعلت شيعيّة رئيس مجلس النوّاب من أجل تفعيل النظام البرلماني المُعطّل أو إطلاق سراح الديمقراطية من سجنها النيابي؟
- ماذا غيّرت سُنيّة رئيس الحكومة "ملك الصلاحيات" في الواقع المزري الذي يعيشه شعب لبنان "العظيم"؟
لذا، وبما أن "العُرف" ليس مقدساً، وبما أنه لا ميثاق يُبطل ولا دستور يمنع ولا قانون يُجرّم مبدأ التداول غير الطائفي للرئاسات، يجوز التساؤل:
- هل يطالب العماد ميشال عون برئاسة الحكومة ذات الصلاحيات "الملكية"؟
- هل يقبل الرئيس سعد الحريري برئاسة الجمهورية ذات الصلاحيات "الفخرية بمعظمها"؟
- هل يتنازل الرئيس نبيه برّي عن رئاسة مجلس النوّاب التي "تُحاسِب ولا تُحاسَب"؟
- هل سيرابط نوّاب الطائفة "السُنيّة أو الشيعيّة"، التي رست عليها رئاسة الجمهورية، على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وفي البرلمان للمطالبة بتعديل الدستور من أجل إستعادة بعض صلاحيات رئاسة الجمهورية "المهضومة"؟
إذاً، "العُرف" هو القناع الذي يختبئ خلفه الغُبن الذي يعاني منه المسيحيّون من دون أن يتجرّأوا على نزعه، وفي الوقت نفسه هو المتراس الذي يحتمي خلفه المُهيمنون ويخشون هدمه.
لقد حان الوقت كي يتوقف اللبنانيون عن الدوران حول أنفسهم والإقتناع أن الطائفية في لبنان كالبركان بثلاثة رؤوس تقذف الحمم على سهول الشعب، وأن إلغاء الطائفية السياسية يجب أن يبدأ من إلغاء عُرف حصر الرئاسات بطوائف معيّنة كي يخمد البركان ويضمن اللبنانيّون "أمن الميثاق" و"أمان العيش المشترك".
ودون ذلك، لا مكان لأرانب الحلول في حضرة شياطين العُرف.


 

  • شارك الخبر