hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

من ايلان الى عمران... ارأفوا بأخواننا!

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٦ - 06:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

هي نفس الاحرف تنمق وتصاغ بقوالب مختلفة، هي نفس المقاطع المصورة يعاد نشرها، انما بابطال مختلفين باختلاف المسارح الدموية المتنقلة فوق الاراضي العربية المشتعلة.
من العراق الى اليمن فسوريا، عشرات الاطفال يلتهمهم الموت يومياً من دون أن تلتقطهم عدسات الكاميرات، ومن دون ان تحجز لهم المساحات في الصحف والمواقع، ومن دون أن تنصفهم وسائل التواصل الاجتماعي، فهم اما لم يلقوا من يسلط الضوء عليهم وإما كانو اقل جذبا للكاميرات، واما استشهادهم كان اقل اهلية للاستثمار.
ليست المشكلة في مظاهر التضامن مع الدم المنهمر، انما المشكلة في استنسابية التعاطي مع الدماء، بما يتناسب مع التوظيف السياسي، لصالح الجهة المستفيدة من عملية التوظيف.
لا يختلف اثنان أن صورة الطفل عمران دقميش الذي نهض من تحت الركام في حلب، قد هزت العالم وعصرت القلوب، وعبّر حيالها كثيرون عن فائض من الالم والوجع، ولكن المؤسف ان تهتز المشاعر فقط للصور التي يروّج لها اعلاميا، ويتناقلها آخرون بهدف ركوب الموجة، والالتحاق بسرب المواقف المتضامنة.
كثيرون لم يعلقوا على صورة الطفل عمران، وكثيرون ما زالت تؤرقهم صورة الطفل ايلان الذي لاكه البحر قبل ان يلفظه خارج عبابه، بعد ان عجزت عن احتضانه الارض ومياهها، ولكنهم لم يعلقوا ولم يتناقلوا صور الطفلين، فهم مقتنعون ان ايلان وعمران هما صورة عن كل اطفال سوريا والعراق واليمن وفلسطين ولبنان، وكل الاطفال الذين يذهبون ضحية الوحشية والاجرام المستشري في العالم.
كما تجاهل كثيرون الصور الدموية وحاولوا التخفيف من وطأتها لكونها لا تخدم اعلاميا، انما ما هو اخطر من القتل، اعادة قتل الاطفال مرة ثانية عبر تسييس الدم واستخدامه للتصويب على الفريق الآخر، والا يكون الخطاب لوقف الحرب باي ثمن كان، لحقن الدماء رأفة بما تبقى من اطفال طعامهم قلق، وحليبهم خوف، ودرعهم الهش صدور امهاتهم الحانية خوفاً عليهم من قذائف ورصاصات عمياء، لا تبقي ولا تذر، بعدما شوهت معنى الطفولة، وفتلت النبض في القلوب، وحولت الجثث، جميع الجثث، الى مجرد ارقام احصائية...

  • شارك الخبر