hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

في زغرتا والمختارة: نحن هيك "منورّث"!

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٦ - 06:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يدأب تيمور جنبلاط على الردّ على أسئلة إعلاميين يحاولون ان يقتنصوا منه موقفا في الرئاسة او قانون الانتخاب او الحكومة أو "نيابته المؤجلة" بالقول "لا دور سياسيا لي الان، وستسمعون مني كل الاجوبة على أسئلتكم العام المقبل"، قاصدا حين يتمّ انتخابه نائبا بعد إعلان وليد جنبلاط اعتزاله العمل النيابي.
يتساوى تيمور في ذلك مع نجل النائب سليمان فرنجية طوني فرنجية الذي يتجنّب إطلاق أي مواقف سياسية ليس وقتها الان، لكن الفارق بين الشابين يبدو واضحا لناحية إنغماس فرنجية أكثر في "أصول" العمل السياسي وتلبيته الدائمة للدعوات التي توجّه اليه، وميله "الفطري" لاعطاء الشأن العام الوقت الاكبر من أجندته اليومية، في وقت يفضّل فيه تيمور جنبلاط استبدال دعوة غداء رسمية بجلسة "صولو" في أحد مطاعم سرسق الراقية مستمعا الى الموسيقى أو قارئا لكتاب.
لكن رغم كل ما يُقال عن "برودة" تيمور في التكيّف مع "عدّة شغل" الزعامة الموروثة عن والده، الشاب يقوم بكل اللازم ليكون جاهزاً في يوم "التسلّم والتسليم" بمواكبة مباشرة من جنبلاط ومن الوزير وائل أبو فاعور الذي يرافقه في العديد من الزيارات من السعودية الى السرايا.
لو جرت الانتخابات النيابية في حزيران 2013، ولم لمّ يقر التمديد الثاني لمجلس النواب في 5 تشرين الثاني 2014 لكان "تيمور بك" و "طوني بك" في عداد مجلس النواب الجديد.
بعد وفاة النائب ميشال الحلو كانت المدّة القصيرة نسبياً الفاصلة عن موعد نهاية التمديد الاول لمجلس النواب (أقل من ستة أشهر) حافزاً قانونياً لعدم إثارة مسألة الانتخابات الفرعية، لكن التمديد الثاني حوّل التلكؤ عن إجراء الفرعية الى مخالفة قانونية واضحة حيث لم تتمّ دعوة الهيئات الناخبة إلى إجراء الانتخابات.
والانتخابات الفرعية شكّلت عمليا "الفرصة" التي كانت بنشعي والمختارة تنتظرها من أجل "تجيير" فرنجية وجنبلاط مقعديهما النيابيين الى نجليهما.
في اللقاء الذي جمع فرنجية مع جنبلاط في دارة الأخير في كليمنصو في 2 كانون الاول العام 2015، تفوّقت الصورة على مضمون لقاء كان يتوقّع منه أن يسهم في رفع حظوظ التسوية الرئاسية التي ستحمل فرنجية الى قصر بعبدا بعد تبنّي الرئيس سعد الحريري ترشيحه لكن هذا ما لم يحصل.
تواجُد تيمور جنبلاط وطوني فرنجية معا لم يكن بالأمر الجديد، لكن حضور الثنائي شكّل تكريساً لمسار ثابت بدأ يشقّ طريقه منذ أشهر طويلة ولا يزال ينتظر التوقيت السياسي الملائم لاتمام عملية التوريث، عبر صناديق النيابة، من الاب الى الابن.
لذلك، يفترض ان تشكّل المرحلة الحالية بداية العدّ العكسي لدخول الشابين العمل السياسي من بابه العريض، فيما قرار "بيك المختارة" كما "بيك زغرتا" كان منفصلا تماما عن أي تطورات سياسية. إن انتخب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية او لم ينتخب، وإن تنسّك جنبلاط أمام بحيرة سويسرية أو لم يفعل.
هكذا وفي مرحلة انتظار الفرج لا كلام في السياسة ولا التزامات مسبقة بمحور أو بخط. ومهما رست عليه التسوية الرئاسية، لا تغيير في أجندة زعيـمي زغرتا والمختارة.. الفارق فقط أن مستقبل سليمان فرنجية "الرئاسي" أمامه، أما وليد جنبلاط فصارت الأمجاد كلها خلف ظهره، مكتفيا حاليا بشغف القراءة ومتابعة التطورات الاقليمية والدولية و"التسلّي" على "تويتر"...
 

  • شارك الخبر