hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

بين عون وريتشارد: الانتظار ثم الانتظار...

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٦ - 06:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منذ وصولها الى لبنان بدأت السفيرة الاميركية الجديدة اليزابيت ريتشارد، التي لم تقدّم أوراق اعتمادها بعد أسوة بغيرها من السفراء بسبب عدم وجود رئيس الجمهورية، سلسلة لقاءات جانبية مع مسؤولين سياسيين وحزبيين قبل ان تدشّن زياراتها البروتوكولية الى المرجعيات الرئاسية وعدد من السياسيين في جولات تعارف عن قرب تضمّها الى ما اطلعت عليه حتى اليوم عن الملف اللبناني وأزماته.
قبل ان تحطّ السفيرة الاميركية الجديدة رحالها في لبنان غادر السفير الاميركي السابق في لبنان ديفيد هيل بيروت نهاية تشرين الاول 2015 منهيا مهامه في لبنان (دشنها منذ ايلول 2013)، فاسحا المجال أمام تعيين السفير المتقاعد ريتشارد جونز للحلول مكانه في مرحلة انتقالية موقتة فشغل منصب قائم بأعمال السفير الى حين موافقة مجلس الشيوخ على اليزابيت ريتشارد سفيرة أصيلة في بيروت في 17 ايار الماضي.
كان يفترض وفق الحسابات اللبنانية ان تنتهي مهام جونر الموقتة في لبنان على "حدث رئاسي" ينهي الشغور الذي طال كثيرا، فتقدّم ريتشارد أوراق اعتمادها الى الرئيس الجديد وتفتح الادارة الاميركية صفحة جديدة في التعاطي مع ساكن القصر. لكن الازمة الرئاسية بدت أبعد بكثير من الحسابات اللبنانية الضيقة. ذهب جونز وأتت ريتشارد ورئيس الجمهورية لا يزال في خبر كان.
لكن الضيفة الديبلوماسية الدائمة استبقت وصولها بسلسلة مواقف استفزّت محور الممانعة خصوصا خلال الخطاب الذي القته وتحدثت فيه عن "حزب الله، المنظمة الإرهابية التي تضع مصالحها الخاصة ومصالح داعميها في الخارج فوق مصالح الشعب اللبناني".
وفيما لم تخف السفيرة الاميركية في شهادتها امام الكونغرس "هدفنا في تفكيك شبكة حزب الله المالية الدولية ومساعدة المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني"، والعمل "على منع حزب الله على اختراق النظام المصرفي"، جزمت ب "أن نشاطات حزب الله في سوريا تهدد لبنان بشكل جدي، وبأنه ذهب الى هناك رغما عن مشيئة اكثرية اللبنانيين".
مواقف ريتشارد معروفة من "حزب الله"، لكن في جولاتها التعارفية الى القيادات اللبنانية تحاول التعمّق أكثر في ما يدور في ذهن المسؤولين خصوصا حيال المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها الساحة الداخلية اللبنانية.
وبالتأكيد يرتدي اللقاء مع العماد ميشال عون تحديدا نكهة خاصة مقارنة بكافة اللقاءات الديبلوماسية والبروتوكولية الاخرى. "الجنرال" لا يزال مرشّح الجمهورية الاقوى وهو الذي لن تستقيم الحسابات الرئاسية وحسابات النظام برمّته من دون أن يكون له الكلمة الفصل، وهو من تقف أزمة بعبدا اليوم عند عتبة منزله في الرابية: إما رئيسا قويا للجمهورية وإما "روحوا بلّطوا البحر".
استبق ميشال دوشارديفيان مستشار العلاقات الديبلوماسية للعماد عون لقاء الاخير مع السفيرة الاميركية في الرابية بعدّة لقاءات مع ريتشارد تمّ التداول فيها في كل الملفات الاساسية المطروحة على الساحة السياسية.
أما في لقاء التعارف بين عون وريتشارد فكانت الزائرة الديبلوماسية هي المبادرة في طرح سلسلة من الاسئلة: ماذا عن الرئاسة؟ هل سينتخب رئيس الجمهورية في المدى القريب؟ ماذا عن قانون الانتخاب وهل من نتيجة قريبة لكل النقاشات الدائرة حوله منذ فترة طويلة؟ ما هو مشروعكم الحقيقي حيال قانون الانتخاب؟ هل الانتخابات الرئاسية قبل النيابة او العكس؟...
اسئلة في العموميات قادت عون نفسه الى جملة أجوبة في العموميات أيضا. "نحن ننتظر نتائج المفاوضات القائمة خصوصا حيال الرئاسة وقانون الانتخاب. المهم ان خطوط التواصل قائمة مع الجميع ولا فيتو على أحد...."
لم يحدّد عون مواعيد ولم يطلق تكهنات، ربما لأن الضبابية فعلا تحكم "طقس" الايام اللبنانية. ترتاح الرابية لكون ريتشارد شبيهة في أسلوبها بالسفير السابق ديفيد هيل الذي لم يأخذ طرفا كما غيره ممّن سبقوه الى عوكر... والارجح ان ريتشارد خرجت من الرابية بجرعات من التفاؤل بقرب الخروج من النفق، تماما كما يخرج غالبية الزوار من دارة "الجنرال" باستنتاجات ان الازمة على أبواب الفرج.
 

  • شارك الخبر