hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

في عيد الاب? لا تنسوا أن ترسموا ابتسامة فوق شفتيه

الثلاثاء ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 12:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من المكان الأكثر أمناً في العالم في أحشاء والدته، يخرج ذلك الطفل ليترعرع في كنف والديه، ينهل من حنانهما ورعايتهما، حتى مرحلة النضوج الى ان ينهي مرحلة دراسته الجامعية، ويبدأ رحلته في ميدان العمل.
يهتف قلبه لشريكة المستقبل، يتفق معها على الارتباط الروحي، يغادران منزل ذويهما الى منزلهما الزوجي، يحلمان بطفل وعائلة، يولد الطفل، ويسلخ منهما "الانا"، ليصبح هو محور الحياة.
تنفخ الام جرعات الحنان في عروق طفلها، يصادر وقتها، يقتحم نومها، ويحتل مساحة 90 بالمئة من حياتها.
الاب ذلك الركن الصلب في العائلة، درعها الواقي، غالباً ما يكون بعيداً عن تفاصيل واهتمامات الاولاد الصغيرة، لكنه لا ينسى أن يستمع من الزوجة الوالدة الى التقارير اليومية المفصلة عن كامل احتياجات الاولاد، ومتطلبات المنزل.
في العادة ايضاً، هو يعمل بشكل مجهد، وفي اغلب الاحيان يشعر اولاده انه مقصر معهم وأنه لا يمنحهم الوقت الكافي، يكون شارد الذهن في احيان كثيرة، يستثمر الدقائق للتفكير في حاضر ومستقبل العائلة البعيد.
هو لا يتعب، وان تعب لا يشكو، ويخفي خلف ابتسامات مصطنعة الكثير مما يؤرقه احياناً، تخاله بقوى خارقة، حتى تكتشف ان في اعماقه كتلة من الأحاسيس المستترة خلف الصلابة الكفيلة بدرء الاخطار عن العائلة، وضمان تماسكها.
قد يطاله في بعض الاحيان عن سوء قصد الاهمال وعدم التقدير…
في عيده اليوم لا تنسوه، ولا تبخلوا برسم فرحة على شفتيه، فقد يكون وجودكم بقربه اكثر ما يفرحه، واكبر مطامعه.
غدا تكملون هذه السلسلة العائلية، وتنتقلون من مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب الى مرحلة الابوة، وتدركون ان الاشجار لن تحمل الا ثمار زرعكم.
أسرة "ليبانون فايلز" تعايد الآباء في عيدهم وتتمنى لهم عيدا سعيدا.

  • شارك الخبر