hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

"ابن الشارع" يغلب أولاد "القصور"

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 06:30

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بين خياريّ إعلان الحرب على الخصوم أو الإمساك بيدهم لاجتياز "اللغم" البلدي، اختار سعد الحريري أهون الشرور، لكن حتّى "سترة" التوافق لم تقه الخسارة الأكبر التي تعرّض لها منذ "ضربة" استبعاده عن رئاسة الحكومة يوم كان جالسا في البيت الابيض "يشكي همّه" لباراك اوباما!
ما لم ترصده الكاميرات، وحتى العين المجرّدة، في يوم طرابلس الانتخابي الطويل هي حركة "المخبرين" الذين تسرّبوا من ماكينات انتخابية لبعض الخصوم، بينهم "المستقبل"، وراحوا يزوّدون فريق عمل الوزير المستقيل بالداتا قبل وبعد فتح الصناديق، في دليل واضح على التعاطف مع "الحالة الريفية".
الجميع تواطأ، منهم من قالوها علنا "نحن ريفي وليس الحريري"، ومنهم من ردّ الصاع صاعين لتخاذل "الشيخ" وتخلّيه عن قواعده وجمهوره لكن "على السكت"، ومنهم من استنجد بمركب أشرف ريفي المتواضع لأنه لا يريد ان يغرق مع من صارت نصف سفينته بالماء والنصف الاخر يكابد قبل الغرق النهائي.
الجميع من دون استثناء خسر في أمكنة وربح في أمكنة أخرى. "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب" ووليد جنبلاط والثنائي الشيعي وصولا الى الشخصيات المستقلة في فريقي 8 و14 آذار... إلا أشرف ريفي. ربحه نظيف وكامل، مشوب فقط بـ "عيب" الغياب المسيحي والعلوي عن بلدية طرابلس، وهو ما يحاول التأكيد تكرارا بأنه برئ منه محمّلا المسؤولية الكاملة الى "فريق الحيتان".
ابن الشارع الطرابلسي ورفيق أحزمة البؤس والناطق باسم "حركة المحرومين" و"المتمرّدين" استطاع بعصا البلدية ان يجمع الاضداد حوله. لن يكون تفصيلا "الدلع" الذي حظي به في اليومين الماضيين من إعلام قوى الثامن من آذار، ولا مروحة التضامن معه ومع "نَصره" التي امتدت من أقصى اليمين الى اقصى اليسار مرورا بالمستقلين والوسطيين، ولا دفعه أقطاب كبيرة على اللائحة المهزومة على الاعتراف بأن "سعد الحريري وبدلا من أن يشكّل رافعة تحوّل الى ثقّالات، لو لم تنوجد لأمكن الخروج من المعركة البلدية أقلّه بما يحفظ ماء الوجه".
لكن، "الى أين" أشرف ريفي بعد هزيمة أخصامه بالضربة القاضية؟
كَمَن يكسب "ورقة لوتو حرزانة"، انطلق الوزير المستقيل، الذي غادر مكتبه في العدلية منذ تقديم استقالته في 22 شباط الماضي ولم يعد اليه مكتفيا بتوقيع بريد الوزارة من الاشرفية مقرّ مكتبه ومنزله، بسرعة البرق من موقع "المعزول" والمغضوب عليه والمرفوع الغطاء السياسي عنه الى عنوان لمعارك واستحقاقات إما ستزيد من رصيد انتصاره او "تنفّسه".
الاستحقاق النيابي هو الساحة المقبلة لجولة مصارعة محتدمة بين أشرف ريفي وخصومه أنفسهم الذين اجتمعوا ضدّه في لائحة الاقوياء. "البلدية" بدت بطاقة مرور بصلاحية مفتوحة من أجل ربح صار أسهل بكثير. يمكن بسهولة تخيّل ريفي يخوض معركته في دائرة طرابلس بلائحة مكتملة من ثمانية مرشحين، يختار الاعضاء السنة الخمسة بينهم، بوجه لائحة أخرى او لائحتين... ويتّسع مدار التوقعات التي ستبقي أقلّه ريفي من ضمن مروحة أسماء عدّة مطروحة لرئاسة الحكومة، بنظر مقرّبيه، في وقت يجزم فيه خصومه تحديدا في فريق الثامن من آذار، بأن وصول ريفي الى السرايا، الان أو في اي وقت، يشبه وصول هادي حبيش أو أميل رحمة الى رئاسة الجمهورية.
 

  • شارك الخبر