hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جورج غرّة

لبنان يحترق أيضا... #أنا_لبناني_أصيل

الخميس ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حلب تحترق، أطفال حلب يموتون، الاسد المجرم يحرق حلب، أنا لبناني من حلب، حلب لك الله، حلب أمانة في أعناق العرب، وغيرها وغيرها من الهاشتاغات التي غزت مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان منذ بدأت الضربات الجوية السورية والروسية على مدينة حلب السورية، منذ ذلك الحين لا نسمع سوى الإستنكارات الدولية للدول الفاعلة في سوريا فقط، ولا نلاحظ أي تحرك جدي لوقف المجازر.
اللبناني إنشغل في متابعة ما يحصل في حلب وهو كرس نفسه للإستنكار ونشر صور المجازر، وهو نسي أن لبنان إحترق ولا يزال يحترق يوميا، نسي أن لبنان يعاني من نسبة دين فاقت المعقول، نسي أن لبنان يعاني من الإرهاب المتدفق من خلف الحدود، نسي أن الإقتصاد منهار، نسي أن الشعب يموت من الجوع، نسي أن لا رئيس جمهورية لدينا، نسي أن مجلس الوزارء يعيش من قلة الموت، نسي أن اللبناني يموت على الطرقات بسبب إهمال دولته، نسي أن في بلده مليون ونصف المليون نازح سوري يأكلون ويشربون ويعملون لديه، نسي أن المجلس النيابي مدّد لنفسه مرتين... ونسي نفسه حتى.
نسي اللبناني كل شيئ، وتذكر مأساة حلب، مأساة لا يجب أن نغفل عنها لأنها مجازر ترتكب بحق السوريين، ولكنها تستهدف ايضا من يعتبرهم النظام السوري ارهابيين، وبعيدا عن الأزمة السورية ومن يقصف من، ومن يضرب من، ومن يقتل من، ومن هو محق، ومن هو غير محق، فإن ما يحصل مستنكر في كل الميادين.
#لبنان_يحترق هاشتاغ يستحق الإنتشار أيضا، لأن لبنان بالفعل بلد جريح ينزف وفي حال عدم مداواته سريعا بما تيسر فهو سيموت، او سيدخل الغيبوبة التي دخل فيها بالماضي ايام الحروب والمعارك الأهلية الدموية. #لبنان_يحترق، هاشتاغ مناسب للوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي القائم.
ألم يلاحظ العرب أن العراق يحترق؟ واليمن يحترق؟ وسوريا تحترق؟ وليبيا تحترق؟ ومصر تحترق؟ وكل الدول العربية ستحترق؟. ألم يلاحظ العرب أن ثمة من يشعل الفتيل وينسحب؟ ألم يفهم العرب بعد أن الشرق الأوسط مشتعل، وبقية العالم يتفرج على لهب النار؟
الصمت هو مشاركة في القتل، والقول #أنا_لبناني_من_حلب جيد، ولكن قول #أنا_لبناني_أصيل أفضل.

  • شارك الخبر