hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

حلب... عندما تفوق اللبنانيون على السوريين بالاجرام!

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على تلك الشاشات الصغيرة، وبكثير من الحسرة والدهشة يتابع اللبنانيون الحرب الدائرة على الارض السورية، يتحمسون يثورون يغضبون، فينفخون تعصباتهم عبر تعليقات تصل الى حد المقت على مواقع التواصل الاجتماعي، هنا حيث تتجرد الانسانية من كل عناصرها، امام جاذبية اللايكات والكومنتات.
بالنسبة للبعض، الامر لا يعدو عن كونه ساحة مراهنة، الحرب بالنسبة لهم اشبه بفيلم أكشن، يفضلون في ختامه أن يربح البطل الذي استمالهم، والذي من زاويتهم، ام بالنسبة لزاويتي الكاتب والمخرج هو يجسد المعايير الانسانية.
بالنسبة لآخرين الامر أشبه الى مباراة كرة قدم، تستوجب الهتاف والحماس والتشجيع.
بحسب الفرصة المتاحة، تستيقظ ضمائرهم الغافية فوق آلاف الجثث، يستنكرون مجزرة طفت الى السطح الاعلامي، متناسين ان الحرب كل الحرب هي محرقة بشرية كبرى، وأن الأرض الجشعة، لا تميّز بين نهم طفل حلبي، او شامي او دمشقي.
 يستغرب اللبنانيون الوحشية فوق الاراضي السورية، يستغربون فنون القتل والتعذيب، بعضهم حتماً لم يلق نظرة على ماضي الحرب الاهلية اللبنانية، وحتماً يومها لم تحفظ الكاميرات ممارسات ابناء الوطن الواحد بحق بعضهم، من دون ان ننسى الوحشية والهمجية الاسرائيلية في ارتكاباتها فوق الاراضي اللبنانية.
عملياً يمكن القول ان اغلب اللبنانيين مجرمون وشركاء في الدم، فهم اخفوا تاريخهم عن السوريين، أخفوا أن الامر إحتاج الى خمسة عشر عاماً من الحوار بالمدافع والصواريخ ورسائل القذائف والعبوات، قبل ان يقرروا الجلوس الى طاولة واحدة ليتحاصصوا ويتقاسموا هذا البلد، قبل ان يحولوه الى جسد بلا روح.
كل من يشجع على استمرار الحرب فوق الاراضي السورية، ويحاضر بالحريات وواجب النضال لأجلها، وهو يتناول عصيره المدجج بمكعبات الثلج امام شاشة "محموله" هو شريك في الدم، كل من يخبر السوريون أو يقنعهم بأن هناك بدائل عن الحوار فيما بينهم لايقاف الدم، مرابٍ ومقامر بدمائهم".
يبحث الروس والاميركيون تخفيف وطأة الحرب في ريف دمش وحلب، بحث يشرح للامي من يتحكم بمسار اللعبة والعكرة في سوريا. يقرأ السوريون التصاريح والاشارات الدولية ثم ينغمسون في جولة دموية جديدة، بانتظار ان يقتنع المخرج ان عناصر الفيلم قد اكتملت، ويجب الشروع في خط "النهاية".
 

  • شارك الخبر