hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ابتسام شديد

حرب الكورونا بين طهران وبيروت

الأربعاء ٢٦ شباط ٢٠٢٠ - 06:19

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن مستبعداً وصول الكورونا الى بلد مفلس ومنهوب مثل لبنان يفتقد المقومات الأساسية بسبب الأزمة الاقتصادية وغلاء الاسعار، فهو كان مكشوفا اقتصاديا وماليا وكاد يتحول الى مكشوف صحياً لولا التدابير الاحترازية السريعة التي اتخذت بناء لتوصيات ومساعدات الجهات الصحية الدولية.

وبرغم كل التوضيحات لوزير الصحة حمد حسن بالسيطرة على الوضع واتخاذ الإحتياطات اللازمة، فلا شيء بعد ساهم في تهدئة خواطر المواطنين الى الحد الذي يريحهم نهائياً. لأن هؤلاء لا يثقون بدولتهم أولاً ولأن المخاوف لا زالت قائمة بوجود "طائرة رايحة وأخرى راجعة من دول موبوءة".

ربما من سوء حظ فريق 8 آذار ان الكورونا أتت من البوابة الإيرانية، فلو ان الفيروس القاتل أتى من ايطاليا مثلا التي تعاني من عشرين إصابة، لكان الأمر أهون على هذا الفريق، فانتقال جرثومة الكورونا الى لبنان من مدينة قم الإيرانية فتح النار عشوائياً على إيران باتهامها ليس بتصدير الفيروس فقط، بل شمل حلفائها في لبنان، فقاد جمهور 14 آذار الهجوم تحت عنوان الأمن الصحي لللبنانيين من الفيروس الصيني- الإيراني، ما ادى الى فتح الملفات السياسية موضوع التجاذب بين الطرفين.

على وسائل التواصل وفي الصالونات السياسية اختلط الأمر بين الصحة والسياسة، وكأن ما حدث لم يكن صدفة، إذ يتهم فريق سياسي معيّن طهران وحلفاءها باستيراد المرض للبنانيين، بعد ان كان يتهمها وحلفاءها بزج لبنان في صراعات إقليمية. وما كاد ينتهي إشكال إقامة نصب تذكاري لقائد فيلق القدس قاسم سليماني عند الحدود الجنوبية، حتى شُنّت حرب الكورونا بين بيروت وطهران. وقد وصل الهجوم الى حد المطالبة بمقاطعة طهران وطلب وقف الرحلات منها وإليها ورفض عرض المساعدة الكهربائية الذي حمله معه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في زيارته الأخيرة الى لبنان.

الاستهداف السياسي وطلب وقف الرحلات استدعى تدخل فريق 8 آذار مباشرة. والسؤال الأول الذي طرحه الرافضون: "ماذا لو أتت الاصابات من إيطاليا او فرنسا او السعودية أو واشنطن، هل كانت ستحصل الدعوة لوقف الرحلات؟ ربما في هذا الاطار أتى سحب الإعلان عن جولة للوزير حسن على الطائرة القادمة من ايطاليا.

أما عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، فاعتبر انه لا يجب ان تكون المعايير الأخلاقية والانسانية منطلقا للخطابات السياسية، ومن المعيب مقاربة الموضوع من المنطلق الاقتصادي.

بدل الهلع الانساني اندلع الهلع السياسي. الكورونا الإيرانية فرقت مجدداً اللبنانيين بدل ان يوحدهم الفيروس الخطير، مما أوحى بأن الموضوع دخل المزايدات ودائرة الاستغلال السياسي ومن باب النكاية فقط! الأمر ليس بجديد على الساحة الداخلية فمع كل حدث او مصيبة تتداخل الحسابات والحرتقات السياسية مع موجات الانتقاد والسخرية.

إندلعت الحرب حول الجرثومة التي ان فتكت فهي لن تميز بين طائفة وانتماء سياسي او حزبي... فحذارِ.

  • شارك الخبر