hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة

مجزرة إهدن أو "الخطيئة الأصلية"... في ذكراها الثانية والثلاثين

السبت ١٥ حزيران ٢٠١٠ - 08:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
مجزرة إهدن أو "الخطيئة الأصلية"... في ذكراها الثانية والثلاثين ملاك عقيل- "السفير"
اثنان وثلاثون عاماً على مجزرة إهدن، والأسود ما يزال يسكن زوايا القضاء الزغرتاوي، كأنها حصلت بالأمس. هي المجزرة التي لا تعود الى بال الشماليين فقط في كل ثالث عشر من حزيران. الأكيد انها «الخطيئة الأصلية»، التي تحدث عنها الكاتب الفرنسي ريشار لابيفيير في كتابه «مجزرة اهدن أو لعنة العرب المسيحيين»، لكن الجاني لم يعترف بعد بأنه خطف أرواح طوني فرنجية وزوجته فيرا والطفلة جيهان وثمانية وعشرين من أبناء إهدن. في المشهد العام ترتدي الذكرى مشاهدات السنوات الماضية. قداس سنوي يحضره سليمان فرنجية وأهالي ضحايا المجزرة ووفود شعبية... كلمة سياسية لـ «البيك» لن تغيب عنها صورة الصراع القواتي - المَردي الذي وصل الى «نقطة اللاعودة»، حيث لم يعد للمصالحة موقع في قاموس التعاطي بين سليمان فرنجية وسمير جعجع. العام الماضي حمل رئيس «تيار المرده»، خلال إحياء الذكرى، على بكركي التي «تحولت منبراً للشتم» مطالباً إياها بخطاب عادل يكون جامعاً للمسيحيين. لكن حتى اللحظة لم ترتسم في أفق بيت فرنجية مؤشرات توحي بأن المصالحة المسيحية قد رست على بر الأمان. وفي ذاكرة الزغرتاويين تأكيد على هذا المنحى: «طوني فرنجية الذي مثّل نموذج العيش المشترك، قرروا إزالته بهدف التقسيم فيما وقف الرئيس الراحل سليمان فرنجية في وجه ضرب الوجود المسيحي في الشرق من خلال مجزرة إهدن، التي سبقها قتل جمال فرنجية ومسؤول الكتائب في زغرتا- الزاوية جود البايع المقرّب من آل فرنجية، لخلق الذريعة من أجل القيام بعملية التصفية. البعض يغفل ان المجزرة التي حصلت بعد زيارة أنور السادات الى القدس، لا يمكن ان تساوى بأحداث فردية لأن غايتها الأساسية الانقسام المسيحي المستمر حتى اليوم. ثمة ثابتة في العقل الباطني الزغرتاوي لا تزعزعها رياح الداخل والخارج: سمير جعجع كان قائد العملية، تحت شعار «الواجب الوطني»، وفي الخلفية وقتذاك أجواء احتقان بين بشري وزغرتا تهجّر مسيحيي الأطراف وتحاصرهم في كانتونات في المنطقة الشرقية. مع ذلك، وعشية الذكرى، يسلّط الزغرتاويون الضوء على ما يعتبرونه مبادرات حسن نية حيال «الجاني»، من دون ان تتم مبادلتهم بالمثل إنطلاقاً من شعار «عفا الله عما مضى» وذلك عبر تسهيل خروج حنا شليطا من السجن وجلبه من سوريا بعد توقيفه، وفتح قنوات اتصال مع «الكتائب» ومصافحة نديم الجميل، احتضان «القوات» عندما كان سمير جعجع في السجن ومبادرة «البيك» الى الاتصال به فور خروجه من الزنزانة (تذرع يومها بمقتل قواتيين اثنين في ضهر العين قبل نحو شهر من خروجه من السجن، مع أنه أكد لجريدة «السفير» في 10 تشرين الأول 2008 ان الحادث فردي، ثم عادت ورددت ستريدا جعجع بعد حادثة ضهر العين قبيل انتخابات الشمال أنها امتداد لحادثة ضهر العين عام 2005)، والأهم تصويت فرنجية ضد حل «حزب القوات» في العام 1994 الى جانب ميشال سماحة ونقولا فتوش ومخايل ضاهر، فيما صوّت الرئيس رفيق الحريري الى جانب القرار. برأي أوساط في «تيار المرده»، فان خروج جعجع من السجن تم بهدف «تنظيف» الساحة المسيحية وتحجيم حلفاء سوريا المسيحيين، وفي العام 2005 كان التصويب على سليمان فرنجية هو تصويب مباشر على الرئيس السوري بشار الأسد. لكن صمود فرنجية والعماد ميشال عون أمام «الموجة» حتى الانتخابات النيابية في العام 2009، دفع جعجع الى «استجداء» المصالحة كي يتمكن من لعب دور أكبر على مستوى لبنان، وكي تتاح له حرية الحركة في الشمال. رئيس «تيار المرده»، بتأكيد مؤيديه، لن يقتل والده مرتين «فالمصالحة الوجدانية مع ربه، كما يفرضها الدين المسيحي حصلت، لكن ان يتباهى جعجع ببطولاته في اهدن، فهذا ما لا يمكن غفرانه... وتراكمات الماضي القريب لا تنفع في «إنعاش الميت»، لقد قتل يوسف الشاب فرنجية «أبو جو» بعد إدلائه بشهادته في مجزرة اهدن على تلفزيون «أو تي في»، حيث نجح «القواتيون» في استدراجه الى بصرما وقتله». الكاتب الفرنسي لابفيير، من جهته، اعتبر ان «أبو جو» الذي قاوم في محيط قصر فرنجية في 13 حزيران 1978 وأصاب جعجع في كتفه هو الضحية الثانية والثلاثين للمجزرة. في المحصلة، وعلى أبواب الذكرى الموجعة، يجاهر «تيار المرده» بان «الفريق الميليشياوي المسيحي هو مجرد أداة تنتعش عندما ترتفع المتاريس السياسية، وآخر نسخاتها عرقلة التوافق في زغرتا. ونحن نسأل لماذا جمهور جبل لبنان من جبيل الى الشوف لا يعطي الثقة لـهذه الميليشيا؟. في جبيل تتلطى بفارس سعيد وفي كسروان بمنصور البون وفي المتن بالكتائب وفي الشوف وعاليه بوليد جنبلاط». «لقد قررنا اعتماد لغة تنسجم مع مبادئ المدرسة السياسية التي أرساها فرنجية وهي التهذيب السياسي، حيث آثرنا الرد السياسي دون التجريح الشخصي الذي تعتمده الدائرة الاعلامية في «القوات» بحق رئيس «تيار المرده» وكوادره، وعندما نقول بأن «جعجع مجرم»، فنحن نردّد بذلك أحكاماً صادرة عن القضاء «باسم الشعب اللبناني»... ومن بين هؤلاء القضاة رالف رياشي، نائب رئيس المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري» تقول أوساط قيادية في «المردة». 
  • شارك الخبر