hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

جودية: تقييم واقعي لخطاب الرئيس ماكرون

الثلاثاء ٢٩ أيلول ٢٠٢٠ - 16:21

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

سأل المستشار الرئاسي والحكومي السابق عماد جودية "أين أصاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأين أخطأ في آن معا بمواقفه الاخيرة التي أعلنها خلال مؤتمره الصحفي في قصر الاليزيه الذي عقده مساء الاحد الفائت؟"

ورأى جودية أن ماكرون أصاب وكان كل اللبنانيين معه بالموقفين التاليين:

1- عندما حمًل الطبقة السياسية الحاكمة على اختلاف انتماءاتها الطائفية والمذهبية والحزبية مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع الداخلية من تعثر لجهة تشكيل حكومة الانقاذ الوطني برئاسة مصطفى اديب.

2- كذلك اصاب عندما اعتبر ان الرئيس الحريري أخطأ بإضافة المعيار الطائفي في توزيع الحقائب الوزارية خاصة وان الورقة الفرنسية لم تكن تتضًمن أي شرط طائفي في تأليف الحكومة. وحمًله جزأ اساسيا من مسؤولية إفشال تشكيل الحكومة.

وأشار جودية إلى أن مكرون أخطأ في المقابل عندما خاطب حزب الله سائلا كيف يمكن له ان يكون جيشا محاربا لاسرائيل ويكون ميليشيا الى جانب سوريا وحزبا محترما في لبنان. وسأله هنا لو ان فرنسا ومعها دول الاتحاد الاوروبي وخلفهم اميركا منعوا اسرائيل من اعتداءاتها المتكررة على لبنان طوال الاربعين سنة الماضية واجبروها على الانسحاب من جنوبه ومن مزارع شبعا هل يعتقد الرئيس ماكرون انه كان يمكن ان يكون هناك حاجة لمثل هذه المقاومة لتكون موجودة من الاساس في لبنان؟ وبالتالي كيف لا يكون حزب الله جيشا في مواجهة اسرائيل في الوقت الذي تمنع فيه اميركا وحلفائها الاوروبيين بمن فيهم فرنسا كرمال عين اسرائيل الجيش اللبناني من الحصول على أحدث الاسلحة من الطيران الحربي المتطور الى الصواريخ لردع اسرائيل ومنعها من الاعتداء على لبنان وأهله؟

واعتبر أن الرئيس ماكرون أخطأ عندما انتقد محاربة حزب الله كميليشيا كما وصفه في سوريا الى جانب جيشها. وسأل: هل نسًي الرئيس ماكرون ان حزب الله توجه الى سوريا لمحاربة الجماعات الاسلامية التكفيرية التي دربتها ومولتها وسلحتها الدول الغربية بمن فيها اميركا وفرنسا والمانيا وتركيا وارسلتها الى سوريا تحت حجة قلب نظامها فاذا بهذه المجموعات الهمجية تعمل على تدمير الكنائس والمساجد والمدن والقرى وسبي نساء المسيحيين والمسلمين وقتل الرجال والشباب فيها لمجرد انهم عارضوا توجههم الهمجي التكفيري؟ وقال: لولا ذهاب مقاتلي حزب الله الى سوريا ومقاتلتهم لهؤلاء الهمج التكفيريين الى جانب جيشها لكانوا وصلوا الى قلب بيروت وباقي المدن والمناطق اللبنانية وفعلوا بكنائسها ومساجدها واهلها من نساء وصبايا وشباب ورجال ما فعلوه بسوريا وأهلها.

كما لفت جودية إلى أن ماكرون أخطأ عندما استغرب كيف يكون حزب الله حزبا محترما في لبنان ونسيً انه لو لم يكن حزب الله حزبا محترما لكان نفذ انقلابا في لبنان وأستولى على السلطة فيه منذ زمن بعيد نتيجة كل هذه الانتصارات الكبيرة التي حققها على اسرائيل والتكفيريين معا منذ العام ٢٠٠ لغاية اليوم. ولو لم يكن حزب الله حزبا محترما لكان فرض أجنداته السياسية والعقاءدية الحزبية والدينية على الحياة العامة اللبنانية وعلى كل اللبنانيين وطرد منها القوى السياسية المعارضة له والمناهضة لمحور المقاومة في المنطقة.

واعتقد جودية ان الموقف المهم لا بل الاهم الذي اعلنه الرئيس ماكرون في مؤتمره الصحفي الاخير هو فقط في مهلة الستة اسابيع التي اعطاها للقوى السياسية التي اذا لم تحقق خلالها اي تقدم "فسنكون مضطرين الى سلوك خيار اخر لاعادة تشكيل طبقة سياسية جديدة".

وتمنى في المقابل على ماكرون  في مقاربته لهذا الموضوع اذا كان فعلا جادا بمساعدة اللبنانيين من معاناتهم، ونعتقده جاد، ان لا يربط تغيير طبقتهم السياسية الحاكمة الفاسدة بتجاوبها أو عدم تجاوبها مع تشكيل الحكومة المنتظرة. ولهذا ننتظر منه ان يصب ضغطه ومعه ضغط المجتمع الدولي على مساعدة اللبنانيين لتغيير طبقتهم السياسية الحاكمة سواء سهلت تشكيل الحكومة ام لم تسهلها وذلك بسبب فسادها وسرقاتها ونهبها للبنان وإفلاسها لدولته وإفقارها لأهله.

  • شارك الخبر