hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة

ذوو الإرادة الصلبة الى الأمام سرّ... والدولة في حالة إعاقة تامّة!

الأحد ١٣ حزيران ٢٠٢١ - 06:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لبنان الجالس على كُرسي مُتحرّك سَيَّرتْه من جهة أياد خارجية ومن جهة أخرى تقاذفه السياسيون في ملعب الدولة، يصل الى المرمى دون تسديد الأهداف، فتضيع الفرص، والهجمات الفاشلة سجّلته في خانة ذوي الإحتياجات الخاصة غير الصالحة لا حتّى في سجلات أصحاب الإرادة الصلبة!

إلا أنّ في وطننا بات أمراً بديهياً أن يرسم اللّبنانيّ بنفسه خُططاً إنقاذية ويخوض بها مباريات الحياة في ظلّ تقاعص الدّولة عن قيامها بدورها الأساسي والكامل، فاعتاد المواطنون على سرج مبادراتهم الفردية...

مبادرة اليوم لذوي الإرادة الصلبة وتحديداً «إيلي الرحباني».

لم يكن الكرسيّ المتحرّك الّذي بات رفيق إيلي الدائم منذ أكثر من 20 عاماً عائقاً في دربه إنّما جعله يلِدُ من رحم أَسرِهِ قوّة بدنية وعقلية توّجته بطل لبنان في كرة الطاولة لثماني سنوات متتالية، كما وقد مثّل لبنان في الخارج ورفع اسمه عالياً وعاد حاصداً ميداليات وكؤوسا لا تُحصى ولا تُعدّ.

إيلي، أمين عام اللّجنة الفنّية في الإتحاد الوطني لكرة الطاولة يشرح في لقاء مع الّديار أسباب وتفاصيل المبادرة الفردية التي أعلن عنها: « نعاني كلبنانيين عموماً من سوء حال تفاقمت في ظلّ الإنهيار الإقتصادي الحاصل وجائحة كورونا الّتي كبّلت المواطنين وقيّدتهم في بيوتهم، من هنا كنت أفكّر في ذوي الإرادة الصلبة الّذين بأمسّ الحاجة في هذه الظروف الإستثنائية لنفسٍ رياضيّ ولحركةٍ تعيدهم للإندماج والإنخراط في الشارع العام ما يؤثّر إيجاباً على صحّتهم النفسية وفي الإطار عينه أفكّر بالإعتزال رسمياً الا أنني بحثت عمن باستطاعته أن يُكمل المسيرة التّي شقّيتها وبنيت خلالها أمجاداً للبنان... ولم أجد!»

ويضيف: «وبما أنّ الدّولة غائبة بشكل مطلق، كان لا بدّ منّي أن أطلق مبادرة فردية تهدف الى تعليم وتدريب من هم من ذوي الإرادة الصلبة مهارات وتقنيات لعبة كرة الطاولة ولهذا بدأت بالإعلان عن المبادرة طالباً المساعدة خاصة في التواصل مع من لديهم إعاقات جسدية لخلق فرص جديدة لهم وإتاحة الفرصة للإندماج والإنخراط في المجتمع الداخلي على الصعيد المحلّي والدولي عالمياً، فلكلّ إنسان الحق في اكتشاف مواهب مدفونة بداخله والحق بتطوير مهارات تجعل منه بطلاً يفتخر بأوسمته...!»

وعن تجاوب المجتمع المدني وتعاونه تجاه المبادرة أكّد الرحباني أن: « المبادرة لقت ترحيباً وتجاوباً واسعاً بشكل عام من ناحية تقديم الخدمات اللّوجيستية التي نحن بحاجة إليها ومن ناحية أخرى نشر صدى المبادرة على صعيد لبنان أجمع، فالجميع تحمّس للوصول الى أكبر عدد من ذوي الإرادة الصلبة لحثّهم على المشاركة ما يُطوّر صحتهم النفسية والجسدية على حدّ سواء».

وعن الرسالة التي يُوجّهها الى المعنيين يقول: «لنتّفق في البداية أنّه لا رسائل نوجهها للدّولة الغائبة والغافلة عن شعبها رغم أنّها المسؤولة الفعلية عن قيامها بمبادرات كهذه عبر وزارة الشباب والرياضة خاصة... رسالتي أوجهها للمجتمع المدني الّذي تلقّى مبادرتي بفرح وأشكر كل من يساهم في إنجاح هذه المبادرة الإنسانية ومن يصبّ جهوده لتقديم كافة أنواع الحاجيات الأساسية كالملاعب والنقل وغيرها...كما أشكر الإتّحاد اللّبناني لكرة الطاولة وأنا فرد من عائلته، أشكره على دعمه وأطلب من كلّ فرد من أفراد المجتمع نشر هذه المبادرة على أوسع نطاق للإستفادة من التعرّف على عدد أكبر من ذوي الإرادة الصلبة فبناء الإنسان يبدأ ببناء شخصيته ونفسيته وتحسين صحّته».

علم النفس يرفع القبّعة لمبادرات مماثلة!

يعتقد الدكتور «جان حنّا» الأخصائي في علم النفس العيادي في دردشة مع الديار أنّ مبادرات مثل التي قدّمها بطل لبنان لكرة الطاولة إيلي الرحباني هي من أعظم الإنجازات الحاصلة حالياً مفصّلاً: « عمد إيلي دون أن ينتبه الى البدء بعلاج نفسيّ بحاجة له الشّعب اللّبنانيّ بأكمله ليس فقط لمن هم من ذوي الإرادة الصلبة لأنّ الحالة العامّة الّتي يمرّ بها البلد والضغط النفسي من شأنهما أن يرفعا من نسب الإصابات بالإضطرابات النفسية بشكل متفاوت بين إنسان وآخر بطبيعة الحال ومبادرة إيلي تتخطّى اليوم الحدود الإنسانية، فذوي الإرادة الصلبة بحاجة ماسة للإنخراط بعناصر المجتمع كافة ومكوّناته رغم أنّ الدولة متقاعصة، إلا أنّه على المجتمع أن يرفع من أعداد المبادرات التي تخصّهم، الأمر الذي سيرفع من معنواياتهم ويزيد نسبة إيمانهم بنفسهم كونهم يفقدون شيئاً إنّما يتميزون بأشياء كثيرة ويتمتّعون بقدرات عليهم تنميتها وعلى المجتمع مساعدتهم في تنميتها وتحفيذهم للمحافظة على الصّحة النفسية بالدرجة الأولى».

على أمل أن نحافظ على ما تبقى من صحتنا الجسدية من جهة والنفسية من جهة أخرى في بلدٍ دولته عقيمة تُعاني من أشّد أنواع الإعاقات الجمّة، جرّدت شعبها من هواء يتنشّقه، تبقى العبرة في دعم كلّ مبادرة تهدف لخدمة الإنسان والإنسانية وترفع المواطن الى الأعلى!

باميلا كشكوريان السمراني- الديار

  • شارك الخبر