hit counter script

ليبانون فايلز - مجتمع مدني وثقافة مجتمع مدني وثقافة

صونيا خوري ترعى تخرّج طلاب ثانويّة الفاكهة الرسميّة

الثلاثاء ٢٣ آب ٢٠٢٢ - 10:28

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

برعاية السيّدة صونيا الخوري، رئيسة مصلحة الشؤون الثقافيّة في وزارة التربية والتعليم العالي، أقامت ثانويّة الفاكهة الرسميّة حفل تخرّج لطلاب الصف الثانويّ الثالث، حضره مسؤولون ورسميّون، كما ومربّون ومربّيات وأهالي الطالبات والطلاب.
للمناسبة، ألقت السيّدة خوري كلمة جاء فيها:
أيّها الأحبّاء
شرّفتموني فدعوتموني إلى حفل تخرّج طلّاب ثانويّة الفاكهة الرسميّة، فلبّيتُ دعوتَكم الكريمة من دون تردّد، وكيف لي أن أتردّد ؟
أأتردّدُ في أن أكون في رحاب قريةٍ، جُبٍل ترابُها بعرق جبين أهلي وأهلِ كلّ حاضرٍ معنا اليوم، من هيئة تربويّةٍ وإدارةٍ ومسؤولين ؟ لقد اختلفت المهن أيّها الأحبّاء، كما اختلفت ظروف التّعب، لكنّ الكدّ لا يزال هو هو، ومن بعده الحصاد الذي يتجلّى أمام عينيّ في عيون طلّابٍ تُرتّل وتُؤذّن وتغنّي وتقول: نجحنا، تميّزنا! واسمحوا لي هنا أن أحدّث طالباتِنا وطلّابَنا عن النّجاح كي يعرفوه ويعرفَهم يوماً، كما كلّنا نتمنّى لهم.
إنّ النّجاح يا طلّاب ثانويّة الفاكهة، لا يؤشَّر له بالعلامات، ولا بالأرصدة، ولا بالتراتبيّات ولا بالتّهاني والأمنيات، ولا بالزغاريد والضيافة كما اعتادت مَنطِقتُنا التي اتّصف أهلُها بالكرم ، بل إنّ النجاح يا أحبّائي، يؤشَّرُ له في حُلُمٍ يحاكي كلَّ واحدٍ منكم، وانتبهوا، إنّ الحلمَ هذا، الذي أتكلّم عليه اليوم، ليس ذلك الذي يمرُّ في خيالنا ونحن نيامٌ، بل هو ذلك الهوسُ الصادقُ النبيلُ، الذي يمنعُنا أصلاً من النوم.
إن النّجاحَ، هو أن نعرفَ أنَ الحياةَ قائمةٌ على الوفاء، على عرفانِ الجميل، على صدق الشعور. عليكم أن تشعروا بتعب أهلكم، وعليكم أن تشعروا بلهفة كلّ مربّيةٍ ومربٍّ تتلمذتم على أيديهما، وهنا لا بدّ من وِقفة امتنانٍ وإعجابٍ لكلّ المربّين المبدعين الذين تزخر بهم هذه الثانويّة، ولهم أقول.
المعلّمُ في هذه اللحظات، يعيش عادةً مشاعر متضاربة، بين أن يودّع طلّاباً نشأت بينه وبينهم مودّةٌ لا بل عاطفةٌ تربويّةٌ نبيلة، وبين أن يدفعهم بلطفٍ نحو قطار الحياة الذي لا يحتمل لحظة تأخير، ليصرخ لهم: هيّا اصعدوا ! هو موقفٌ لا يُحسَدُ عليه، هذا المعلمُ الذي يقفُ على ضفّة نهر التربية، ليودّع بعينٍ دامعة أفواجاً تغيب، ويرقبُ بعينٍ أخرى أفواجاً تصلُ إليه... إنّها التربية، وهذا الشعور لا يفهمه إلّا المربّون الذين عاشوه لا بل عانَوه، ومقابل ماذا ؟ الأجر ؟ أنظروا اليوم قيمة أجورهم، السلطة ؟ لا سلطة للمربّي على طلّابه إلّا بمقدار احتضانه لهم، الراحة؟ إن أكثر مهنِ العالمِ إرهاقاً تبقى التّربية، في مرحلةٍ من أقسى المراحل التي مرّت على اللبنانيين، فلم يوقفوا العمل، ولا أهملوا طلّابهم، ولا تناسَوا مسؤوليّاتهم التي بقيت ماثلةً في وجدانهم... يا سادة، لم يخطئِ البتّةَ من قال بأن التربية رسالة، ومربّونا يعيشونها اليوم، فألف تحيّةً لكم؟
أمّا لطلّابنا الأحبّاءِ الخَرّيجات والخَرّيجين اليوم فأقول : ها هي الحياة تنتظرُكم، وها هي طيورٌ برزت أجنحتُها وترنو نحو التحليق، وها هي شجاعتُكم تلمع في عيونكم، فاذهبوا وحلّقوا... ما دامت لديكُمُ الإرادةُ فاذهبوا وحلقوا، وما دام لديكُمُ التصميمُ والتخطيطُ فاذهبوا وحلقوا، والنّباهة والصدقُ فاذهبوا وحلقوا، ولا تتوقّفوا في نضالِكم، قبل أن تُحضروا معكم باقةً ذهبيّةً من الإنجازات التي اعتادت تحقيقها منطقة جديدة الفاكهةُ وكلّ مَنطِقَةِ بعلبك الهرمل، فإيّاكم أن تغيّروا العادة.

  • شارك الخبر