دشنت بلدية قرطبا في قضاء جبيل، جادة شهداء 4 آب من أبناء البلدة نجيب بشارة حتى، شربل جورج حتي، شربل طانيوس كرم، جوزيف طانيوس روكز وعمانوئيل جوزيف صقر، الذين استشهدوا في تفجير مرفأ بيروت، في احتفال أقيم عند مدخل الجادة، أزيحت خلاله الستارة عن اللوحة التي تخلد ذكراهم، في حضور رئيس البلدية رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل فادي مرتينوس واعضاء المجلس البلدي، مختاري البلدة سليم عطية سمير صقر وايلي سعد، منسق قضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية هادي مرهج، مدير عام مستشفى قرطبا الحكومي عباد السخن، العميد المتقاعد ميشال كرم، المحامي فادي روحانا صقر، رئيس دير مار سركيس وباخوس الاب شربل البيروتي، خادم رعية قرطبا الخوري شربل شليطا والخوري ربيع البعيني وأهالي وأقارب الشهداء وحشد من اهالي البلدة، واعتذر عن عدم الحضور القنصل جوزيف مرتينوس بداعي السفر.

بعد ازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية، ألقى عضو المجلس البلدي ايلي بيروتي كلمة قال فيها: "سقط الابطال الثلاثة نجيب وشربل وشربل في ساحة الواجب نتيجة اهمال الادارة وتواطؤ المسؤولين وانحلال السلطة وانعدام تطبيق القانون وغياب الرقابة وعدم وجود اي محاسبة، وسقط شهيدنا الرابع جوزيف وهو يؤدي عمله في المرفأ، وسقط شهيدنا الخامس عمانوئيل وهو قابع على سرير المعالجة في المستشفى، اختلطت دماؤهم الزكية بتراب الوطن وتعانقا عناقا ابديا، ازليا سرمديا. تلك هي الشهادة بأبهى تجلياتها ان يبذل الانسان ذاته مؤديا واجبه حتى الرمق الاخير خدمة لوطنه وشعبه".

أضاف: "لم يكتفوا بارتكاب هذه الجريمة الفظيعة وانما يحاولون طمس معالمها وحماية مرتكبيها، مرتكبين جريمة ثانية بحق هؤلاء الشهداء وبحق اهاليهم المفجوعين بخسارة فلذات اكبادهم.

وتوجه الى كافة المسؤولين: "لن ننسى ولن نسامح ومستمرون، مهما طال الزمن وكثرت الصعوبات ووضعت العراقيل، بملاحقة ومتابعة قضية شهدائنا بكل عزم وتصميم وبدون مهادنة حتى كشف كامل الحقيقية لهذه الجريمة الموصوفة التي دفنت احباءنا اشلاء تحت التراب ودفنت معها جزءا منا نحن الاهل والاقارب بحيث بتنا شهداء احياء، وحتى محاسبة كل من له علاقة بهذه الجريمة التي خطفت واهلكت اعز ما عندنا".

وتابع: "وجودنا هنا في افتتاح هذه الجادة باسم شهادئنا هو تكريم لهم وتخليد لذكراهم، شاكرين رئيس بلدية قرطبا ورئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مرتينوس والمجلس البلدي على مبادرته الكريمة في هذا الاطار".

وختم معاهدا الشهداء بأن "ذكراهم ستبقى مطبوعة في ذاكرتنا، محفورة في قلوبنا، مسكونة في كياننا".

بعد ذلك، سلم اهالي الشهداء رئيس البلدية درعا تقديرية لمبادرته واعضاء المجلس البلدي.

قداس
ثم توجه الجميع الى الباحة العامة لطريق الصليب في البلدة، حيث أقيم قداس لراحة نفوس الشهداء، ألقى خلاله الخوري شليطا عظة استهلها بتوجيه الشكر لرئيس البلدية واعضاء المجلس البلدي، منوها بالجهود التي يبذلونها لتبقى قرطبا منارة مضيئة في هذا الوطن.

وتحدث في كلمته عن معنى الشهادة والتضحية في سبيل الوطن والمجتمع، مؤكدا ان "خيرة شبابنا الذين استشهدوا كانوا من اصحاب الهمم في خدمة بلدتهم ووطنهم من دون تردد وذكراهم خالدة في قلوبنا وعقولنا، وباقون معنا من خلال تضحياتهم وخدماتهم".

وشدد على أن "الشهيد البطل لا يموت"، وأعلن "الاستمرار في المطالبة بالحقيقة والعدالة لمعرفة لاي سبب استشهد ابناءنا ومن قتلهم، وعلى أنه إن لم توجد عدالة على الارض، فهي موجودة في السماء، ويا ويل المسؤولين عن هذه الجريمة من عدالة السماء. ودعا المسؤولين في الدولة إلى الاتعاظ مما حصل والعمل سريعا على كشف الحقيقة لبلسمة جراح الأهل، مؤكدا ان "أهالي الشهداء وفاعليات البلدة وكل المخلصين من ابناء الوطن سيعملون المستحيل لجلاء الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة التي هزت العالم".