hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص -  علاء الخوري

وليام بيرنز يسبق الباخرة الإيرانية الى بيروت

الجمعة ٣ أيلول ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

دخل اللاعب الاميركي بشكل مباشر على الساحة اللبنانية، لم ينتظر وصول ناقلة النفط الايرانية ليتحرك باتجاهات عدة لتصويب "المسار النفطي" والتأكيد بأن لبنان يقع ضمن خط الجغرافيا السياسية لواشنطن، التي وان تراجعت في العلن عن اداء بعض المهام التي تجعلها سيدة الساحة في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة، الا أنها لم تتوقف في الكواليس عن ردع القوى التي تسعى الى اسقاط لبنان في شباكها عبر خطوات يظن البعض أنها جاءت لصالح الفريق الذي تحاربه ادارة البيت الابيض، ولكن في المضمون، يمكن القول ان الولايات المتحدة نجحت بإسقاط الاهداف الموضوعة والتي تواجهها على الساحة اللبنانية بانتظار مفاعيل هذا السقوط.
اكتسبت زيارة وفد الكونغرس الاميركي الى لبنان في الايام الماضية اهمية كبيرة بالنسبة إلى بعض الاطراف التي تسعى الى استطلاع رؤية ادارة جو بايدن حيال الازمات في الشرق الاوسط ومنها لبنان، وكيفية التعاطي معها. وكانت تصريحات اعضاء الوفد تصعيدية، لا سيما في التصويب المباشر نحو حزب الله بصفته "سرطان متفشٍ وجب استئصاله". العبارة التي ردّدها الوفد الاميركي خلال المؤتمر الصحافي الذي استحوذ فيه دور الحزب في لبنان على قسم لا بأس به من وقته، تؤكد أن النفس الاميركي مع بايدن أكثر جدية وهو بعيد عن استعراض سلفه دونالد ترامب، ويدل على أن هناك نية جدية لدى الادارة الاميركية بالعمل على تطويق الحزب وفق آلية وضعت على صعيد المنطقة تحت اشراف الخبير في قضايا الشرق الاوسط ومدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" في عهد بايدن "وليام بيرنز"، هذا الاسم الذي سيتردّد كثيراً في المرحلة المقبلة ليكون عراب التفاهمات في المنطقة وميزان الصفقات بين الدول. يؤكد مطلعون على الموقف الاميركي أن المساعدات الانسانية ستوفرها الولايات المتحدة ليتم توزيعها عبر المؤسسات التي يثق بها الرأي العام اللبناني، كالمؤسسة العسكرية وبعض المنظمات غير الحكومية التي أثبتت أنها على تماس مع الشارع اللبناني، على أن تعطي الادارة الاميركية الاولوية لقطاعات محددة، كالقطاع الصحي والتربوي والنفطي، حيث سمع بعض من التقى وفد الكونغرس جدية بالتعامل مع الطبقة السياسية في حال لم تُشكل الحكومة، ويشير هؤلاء الى أن العقوبات ستكون وفق جدول زمني ولن تستثني أحداً من الاطراف السياسية التي فقدت ثقة المجتمع الدولي، وتحديداً الولايات المتحدة، على أن يبقى الرهان على دور بعض الجمعيات التي تتواصل مع المنظمات الدولية وتملك سيرة ذاتية يمكن الاعتماد عليها في أي استحقاق مرتقب. ومن هنا ندخل على الانتخابات النيابية التي أمل وفد الكونغرس بأن تأتي بوجوه جديدة الى المجلس، وهذا ما يتم العمل عليه في الوقت الراهن من خلال الضغط على المجموعات المدنية لتوحيد صفوفها وخوض الانتخابات بلوائح موحدة ومنع السلطة من التسلل عبر أسماء مكشوفة لدى المجتمع الدولي.
يُمسك الاميركي الطبقة السياسية باليد اليمنى والمجموعات المعارضة باليد اليُسرى، ويتقلب ميزان اليدين بحسب المصالح الاميركية في العالم، الذي تهيمن عليه اليوم مخاوف حرب عالمية جديدة، حيث "يلوح في افق النظام العالمي بشكل خافت فوضى تشبه في هشاشتها وديناميتها الجيوسياسية والتكنولوجية، الحقبة التي سبقت الحرب العالمية الأولى"، وبالتالي على الولايات المتحدة أن تكون حاضرة لتلك التحولات الكبيرة التي تستقطب الصين محورها الرئيسي.
وعليه تحاول الولايات المتحدة تقليص مناطق نفوذ المحور الصيني ومنع تمدّده في بلدان تعتبر الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، ولبنان الذي تُشيد واشنطن على اراضيه سفارة تعد من بين الاكبر في الشرق الاوسط، لن تتركه لقمة سائغة في فم "التنين الآسيوي" أو "الدب الروسي" وخلفهما إيران، وسنرى بعد الارتطام الكبير نظاماً جديداً يُعيد الى الولايات المتحدة دورها من بوابة الشرق.

  • شارك الخبر