hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

هل كان اللقاء في بكركي تمهيداً للفيديرالية؟

الجمعة ٢٢ آذار ٢٠٢٤ - 00:06

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رغم كل الخلافات التي تتحكم بالقوى المسيحية وتحديدا التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، تمكن الصرح البطريركي في بكركي من "المَونة" على الطرفين ومعهما القوى المسيحية الاخرى "باستثناء المردة" لعقد اجتماع طارئ يبحث الوضع المسيحي في الدولة من اداراتها الى كيانها وما بينهما من تمدد للثنائي حزب الله - حركة أمل على حساب الطوائف الأخرى، بحسب ما تؤكد مصادر في هذه القوى التي شاركت في الاجتماع.

سعت بكركي الى فتح نقاش مستقبلي بعيدا عن اللغة الخشبية التي يلجأ اليها كل فريق مسيحي بوجه الآخر، فالكنيسة تعتبر أن وجودها بات مهددا بفعل الهجرة الكبيرة للشباب المسيحي نحو الخارج وتقاعس القوى السياسية المفترض أن تكون مرجعا لهذا الشباب بأداء مهمتها بحجج متعددة أثمرت في نهاية المطاف تمددا واسعا لقوى الامر الواقع في الدولة. ولا تُخفي مصادر كنسية قلقها من التسويات الاقليمية الآتية وخوفها من سحب الصلاحيات المناطة برئاسة الجمهورية وتوزيعها على السلطتين الثانية والثالثة وابقاء الرئاسة الاولى مركز شرف لقوى سقطت في امتحان العددية الطاغي هذه الايام على الميثاق والدستور.

وتشير مصادر في الصرح البطريركي لـ "ليبانون فايلز" الى أن القوى المسيحية التي اجتمعت في الصرح كانت واضحة في لقائها لناحية التوجه نحو قلب الطاولة على الجميع في حال استمر النهج نفسه داخل الحكومة أو في مقاربة القوى المعنية لملف رئاسة الجمهورية. ولم توارب تلك القوى ومن ضمنها التيار الوطني الحر في مقاربتها للنظام اللبناني الحالي الذي بات مطية لأحزاب تتمسك به في العلن وتطبق عكسه على أرض الواقع، في اشارة واضحة الى الثنائي الشيعي الذي يواصل انتهاج مبدأ الدويلة على حساب الدولة، وهو ما شددت عليه القوات اللبنانية على طاولة الصرح، مشيرة الى أن الواقع التاريخي في البلاد لا يسمح لطائفة بالتعدي على حقوق طائفة أُخرى، وحين انتهج البعض سياسة التعديات جاءت الحرب الاهلية التي دمرت البلاد وأرست دستورا جديدا. واليوم وفي حال استمر هذا النهج فإن المسار التاريخي يقودنا الى النهج نفسه ولكن هذه المرة قد يُغير الميدان العسكري الخارطة الجغرافية للبلاد.. وعند استفسار التيار عن وجهة التغيير هذه كان جواب القوات: "الذهاب نحو الفيدرالية".

لم يعترض أي طرف على هذا الطرح، حتى التيار الوطني الحر كان داعما له ولكن من بوابة تطبيق اللامركزية الادارية الموسعة والتي تعطي المجالس المحلية صلاحيات واسعة قد تتطور اذا ما نجحت فيما بعد نحو المزيد من الاستقلالية على مستوى القضاء والامن ولاحقا الجغرافيا.

في لقاء بكركي بحسب مصادر مطلعة عليه، كانت المفاجأة باقتناع الجميع من دون استثناء بضرورة تغيير الواقع الدستوري في البلاد في حال رفض الطرف الآخر تطبيق اتفاق الطائف، واستمر في هذا النهج التعطيلي غير المبالي لصلاحيات الطائفة المسيحية في لعبة التوازنات الداخلية.

قد يكون لقاء بكركي الشعلة الاولى لانتفاضة مسيحية على الواقع الداخلي، ولكن ثمة من يؤكد أن غياب الثقة بين التيار والقوات والذي بدا واضحا في اللقاء يُساهم بإضعاف القوى المسيحية واستغلال الطرف الآخر لهذا الشرخ.

 

 

  • شارك الخبر