hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

مِن رميش.. حزب الله يوجه رسائله الى بكركي والفاتيكان

الأربعاء ٢٧ آذار ٢٠٢٤ - 00:10

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليست المرة الاولى التي يقع فيها الخلاف بين أهالي رميش وحزب الله نتيجة اصرار الحزب على "عسكرة" البلدة المسيحية التي يعيش فيها أكثر من سبعة آلاف مواطن في السلم وفي الحرب.

قبل أكثر من سنتين ثار أهالي رميش على منظمة "أخضر بلا حدود" التابعة لحزب الله على خلفية اعتداء الاخيرة على مشاعات البلدة والقيام بتدريبات عسكرية هناك تحت غطاء بيئي، ما دفع بالقوى الحزبية المسيحية والصرح البطريركي الى رفع الصوت رفضا لكل ما يحصل هناك.

وبعد السابع عشر من تشرين الاول، أكد أهالي رميش تضامنهم مع أبناء القرى المجاورة من عيتا الشعب الى بليدا وغيرها، الا أنهم رفضوا رفضا قاطعا زج بلدة رميش في الصراع، فهم بحسب ما يقول أحد أبناء البلدة غير مهتمين بأي طريق خارج حدود البلدة والبلد، وبالتالي فإن مشروع حزب الله برأيهم لا يمكن أن يمر في أحياء البلدة التي تعاني في الاساس من حرب الاستنزاف التي تجري على الحدود.

يكشف ابن بلدة رميش عن سلسلة حوادث حصلت مع عناصر الحزب منذ بداية الحرب، حيث كان المعنيون من قوى حزبية ورجال دين يعالجونها مع القيادة، لافتا الى أن العدو الاسرائيلي نأى بغاراته عن البلدة كما عن البلدات المسيحية الاخرى التي رفضت أن تكون منصة صواريخ لحزب الله.

ويُذكر الرجل بما حصل قبل حوالى الشهر حين ركن عناصر الحزب سيارة رابيد في أحد أحياء رميش ليلا من دون علم الاهالي الذين استيقظوا في اليوم التالي على مشهد مرعب فما كان من سكان الحي الا الرحيل والبقاء بعيدا عن السيارة التي تبين أنه تم ركنها عقب عملية قام بها الحزب في احراج البلدة. وبعد ايام قليلة عاد عناصر الحزب وسحبوا السيارة من الحي وعند خروجها من البلدة تم استهدافها مباشرة بمسيرة اسرائيلية.

يستذكر الشاب هذه الحادثة ليؤكد أن ما جرى يوم أمس في البلدة يؤسس لعداوة كبيرة مع البيئة الشيعية في الجنوب، وهو لسان حال غالبية أهالي رميش التي تتميز بتنوعها الحزبي. فالاهالي يساعدون جيرانهم عبر تأمين كل مستلزمات الصمود ولكنهم يرفضون في المقابل زجّهم ضمن منصات صواريخ الحزب.

وفي قراءة لما حصل كشف مصدر أمني عبر "ليبانون فايلز" عن الاسباب التي دفعت بحزب الله الى التوجّه نحو رميش لاطلاق الصواريخ، لافتاً الى أن البلدات الحدودية التابعة للحزب لاسيما عيتا الشعب ويارون باتت مكشوفة الى حد كبير نتيجة الغارات المكثّفة التي يشنّها الطيران الحربي الاسرائيلي، وبالتالي بات لزاماً على الحزب البحث عن مناطق بديلة بعيدة عن عين الرصد الاسرائيلية لاطلاق الصواريخ نحو مستوطنات الشمال.

أما في السياسة فتضع مصادر حزبية مسيحية ما حصل في رميش في اطار الرسائل التي أراد حزب الله توجيهها الى المعنيين بأن كل أراضي الجنوب مشرّعة أمام عمليات المقاومة ضد اسرائيل، مذكّرا بالخطوة الفاتيكانية الكبيرة التي ترجمتها زيارة السفير الباباوي الى رميش ومشاركته المؤمنين في أحد الشعانين، وهذه الخطوة لها رمزيتها ودلالتها خصوصا وأن العادة درجت بعدم مشاركة ممثل الفاتيكان في هكذا مناسبات دينية في المناطق. وسألت المصادر في هذا الاطار: "هل يريد حزب الله اسكات صوت الكنيسة الرافض لتحويل الجنوب الى صندوق رسائل للدول الاقليمية؟".

تعتبر المصادر الحزبية أن ما حصل في رميش هو بداية شرخ بين الحزب والنسيج اللبناني ويؤسس لبيئة عدائية لحزب الله الذي يخطّط وينفّذ ويتّخذ القرار من دون العودة الى الدولة ولا اهالي القرى الجنوبية خصوصاً المسيحية الرافضة لمنطق التهجير الذي يسعى اليه البعض بحجّة مقاومة اسرائيل.

  • شارك الخبر