hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

ميقاتي ينتظر الموقف السعودي: أُريد "fresh dollars"

الإثنين ١٣ أيلول ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على عكس ما كان يتوقعه الجميع، نجح الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل حكومته لتأتي "الثالثة ثابتة"، وفرَّغ الرجل كل ما في جعبته من أفكار ومساعٍ وطروحات من أجل الوصول الى هذه التشكيلة بالتوافق مع الرئيس ميشال عون ومن خلفه النائب جبران باسيل.
عقد ميقاتي العزم وأكد أمام المقربين منه أن الحكومة ستتألف، وأنه قَبِل بالتكليف لإدراكه حتمية التأليف فـ "البلاد لا تحتمل اعتذاراً جديداً، والرئيس ميشال عون يعلم أنني سأكون الرئيس السني الاخير الذي يقبل بالتأليف في عهده". كان تركيز ميقاتي عندما تم تكليفه في مكان آخر وتحديداً في الخارج، حيث يسعى الى كسب ثقة المجتمع الدولي والمملكة العربية السعودية التي لم يخرج منها أي موقف رسمي عند التكليف والتأليف، واكتفى سفيرها في لبنان وليد البخاري بالتغريد "شعرا ونثرا" في سلسلة تغريدات تحمل في ابياتها وجملها الكثير من الدلالات التي ترجح كفة عدم رضى السعودية على تكليف ميقاتي أو بالحد الادنى القبول بحزب الله طرفاً في معادلة الحكومة الجديدة.
لميقاتي حساباته الخاصة وقراءاته أيضاً في الموقف السعودي، صحيح أن التواصل مع السفارة في لبنان بعد تكليفه بقي مقطوعاً، إلا أن الرجل يرفض أن تتحول حكومته بعد شهر من تأليفها الى "حكومة الارتطام الكبير"، كما يريد البعض أن يراها، بل يسعى الرجل الى البدء من اليوم بورشة اصلاحات كبيرة أولويتها ضخ الدولار في السوق اللبناني عبر صندوق النقد الدولي، فميقاتي بصفته رجل اعمال قبل أن يكون سياسياً يعلم أن كل الحلول التي يمكن أن تجترها حكومته من دون التفاوض مع صندوق النقد هي مضيعة للوقت، ولا قيمة لأي مشروع يقرُّ في الداخل من دون أن يكسب تمويل الخارج. وعليه فإن ميقاتي قد يبادر الى التواصل مع الدائنين لإيجاد حل لدفع لبنان مستحقاتهم عليه، لأنه يعتبر أن الخطأ الذي ارتكبته حكومة دياب هو في الامتناع عن دفع ديوننا باليوروبوندز، فمن خلال خطوة الدفع بإمكاننا استعادة ثقة ودعم الخارج والتفاوض بشكل أفضل مع صندوق النقد الدولي ووضع تصور مشترك لخطة الكهرباء، التي قد يشرف على تنفيذها صندوق النقد ويمولها.
يعتبر ميقاتي أن الأشهر الثمانية المقبلة هي الاهم بالنسبة إليه، بصفته صاحب مشروع سياسي قادر على تثبيت نفسه على الساحة من خلال اخراج لبنان من هذا الانهيار الكبير، ولهذا الهدف تريث في اعطاء جوابه حول امكانية ترشحه في الانتخابات النيابية المقبلة، فالرجل ينتظر نجاحه في ادارة الازمة وارتدادات ذلك على مشروعه السياسي ليقرر القيام بهذه الخطوة من عدمها، كما أن المرحلة معقدة وتتطلب من رئيس تيار العزم السير بين الألغام والسعي الى إنجاح حكومته لضمان نجاحه زعيماً على رأس كتلة قد تمتد خارج طرابلس ويكون له تكتلاً وازناً في البرلمان.
الأمر الآخر الذي يعمل عليه ميقاتي ويطرق ابواب الوساطات لتحقيقه، يتعلق بالعلاقة مع المملكة العربية السعودية، التي ترى في أي رئيس حكومة يُطبق أجندة حزب الله نسخة منقحة لحكومة حسان دياب. هنا يعمل ميقاتي على درس كل الخطوات الواجب اتخاذها لضمان العلاقة الجيدة مع السعودية التي تعتبر مفتاح الخليج، وهذه الخطوات كثيرة ويعرفها ميقاتي، وفي حال لم يبادر الى تنفيذها في المرحلة المقبلة فلن يكون لحكومته أي مستقبل واعد على صعيد المملكة، ويدرك أن لعبة "تدوير الزوايا" التي ينتهجها في عمله لا تفيد مع السعودية في مقاربتها لملف حزب الله، فإما أن يكون ميقاتي واضحاً في هذا الملف ويتعامل مع الحزب بنديّة ومن دون الخضوع للإملاءات التي سيتعرض لها، أو أن الابواب ستبقى موصدة والـ fresh dollars التي طلبها من الفرنسيين والاوروبيين لن تصل الى لبنان، لأن "جيبتها" ستكون المملكة، وغير ذلك يبقى مواقف لا تصرف على الساحة اللبنانية التي تنتظرها أيام صعبة جداً، حلّها في يد ميقاتي.

  • شارك الخبر