hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

مناورة حزب الله العسكرية: من حلم الدويلة الى واقع الدولة

الإثنين ٢٢ أيار ٢٠٢٣ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


فيما كان حزب الله يُمطر اسرائيل بالصواريخ الافتراضية مُقدما استعراضا عسكريا في الجنوب وتحديدا شمال نهر الليطاني، كانت مناورة البكيني تفعل فعلها في صيدا مُعَرية النفوس التي تنتظر لحظة اعلان دولتها لاقتناص فرصة الانقضاض على ما تبقى من دولة لبنان المدنية. مشهد سوريالي عاشه اللبنانيون يوم الاحد يؤكد لك أن ما يُرسم لهذا البلد، مُستقبل قاتم لا نعرف متى تحين ساعة صفره.

في الجنوب كان حزب الله يُلاقي التسويات الاقليمية بمناورة بالذخيرة الحية يُحاكي من خلالها عدوانا اسرائيليا افتراضيا على الاراضي اللبنانية. هي المرة الاولى التي يستعرض فيها الحزب قوته عشية الذكرى الـ 23 لحرب التحرير عام 2000. استعراض وجَّه من خلاله الحزب رسائل الى الداخل في الدرجة الاولى والى الدول العربية بالدرجة الثانية.

ففي الداخل أكد الحزب لكل معارضيه أنه المنتصر الاول وأن أي تسوية رئاسية أو غيرها لن تمر من دون اذن منه، وهذه التسوية ستكون مكلفة للطرف الآخر. فمحوره عاد الى الجامعة العربية واستُقبل بحفاوة المنتصر، وردع اسرائيل في عدوانها الاخير على غزة قبل أن تعود الى الهدنة المصرية وتلتزم بها. كما يُنظم محوره العراضات العسكرية متى شاء وعلى أي ارض يريد، وعلى مرأى من حكومة تصريف أعمال وكتل نيابية مُنشغلة بالتصويب على بعضها. هو قائد الميدان اللبناني ويُدير الاوركسترا النيابية والحكومية ومتى أراد انتخاب رئيس للبلاد على مقاسه سيكون له الكلمة الفصل.

أما الرسالة الخارجية التي أراد ايصالها الحزب في "بروفا" الاستعراض العسكري، فهي موجهة حتما الى دول الخليج وخلفها الدول الغربية، مؤكدا في خلالها أنه في قلب أي تسوية اقليمية وأنه لن يكون ورقة تفاوض قد يُطيح بها الغرب، وأن أي تفكير بهذا الامر سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة. ويُراهن الحزب على تمسك ايران بدوره الاقليمي كذراع لا يمكن ان يلين أو يُقطع، وهو الورقة الايرانية الرابحة في سورية واليمن والعراق وصولا الى غزة، وبالتالي يمكن أن تُقلم التسويات أظافره لكنها لن تتمكن منه، وهذا ما عبَّر عنه الحزب في خطابات سابقة لأمينه العام السيد حسن نصرالله ومسؤولين آخرين آخرهم السيد هاشم صفي الدين.

مناورة الاحد العسكرية لا تخرج عن سياق الحرب النفسية التي يخوضها الحزب على الاطراف التي تعترض وصول مرشحه سليمان فرنجية الى كرسي بعبدا، وهو المُدرك أن اطالة أمد الفراغ لن يؤثر عليه بل سيساعده أكثر على تركيز دعائم مرشحه الرئاسي، فكلما طال الفراغ انهارت معه مؤسسات الدولة لصالح الدويلة، والحزب الذي بات يسيطر على غالبية القطاعات الانتاجية من خلال البدائل التي استحدثها في السنوات الماضية، قادر على ايجاد متنفس لبيئته التي تعيش اليوم عهد الانتصار، ومن يقصد الضاحية الجنوبية يعلم أن المنطقة قادمة على ازدهار كبير وباتت سوقا استثماريا جاذبا، على عكس المناطق الاخرى التي استنزفتها الازمة.

يستغل حزب الله ضعف القوى السياسية التي تواجهه، ليعزز سلطته الزمنية، مُستفيدا من تناحر القوات والتيار على لعب دور "بيضة القبان"، تاركا في الوقت نفسه الشارع السني في اجازته السياسية الطويلة ويُشغل نفسه بموضة البوركيني والبكيني، في زمن بات فيه لبنان مكشوفا على كل أنواع الاغتصاب الاقتصادي والامني والسياسي.

ولكن في زمن نشوة الانتصار، أمام الحزب أمثلة كثيرة على قوى كانت عسكرية بامتياز وكانت تملك مطارا ومرفأ وسلاحا وذخائر متطورة في حينها، وعندما تقاطعت اللحظة الاقليمية والدولية على التسوية الكُبرى، لم يأخذ قرار حل تلك القوى أكثر من "شحطة قلم" فانهارت بعد رفضها التسوية لتعود بعد سنوات الى الدولة وتخضع للعبة المنافسة السياسية.

 

  • شارك الخبر