hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

مبادرة الاعتدال الوطني الرئاسية: ايران جزء أساسي من التسوية

الإثنين ٢٦ شباط ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


مخطئ من يعتقد أن التقارب السعودي الايراني في لبنان مجرد فكرة لا يمكن ترجمتها على أرض الواقع أو صورة فلكلورية بين السفيرَين وليد البخاري ومُجتبى أماني في خيمة اليرزة. فالمطّلع على كواليس اللقاءات البعيدة من الاعلام بين السفارتَين يُدرك أن طهران والرياض في مسعى دائم لفرض الحل الرئاسي في الربع الساعة الاخير ولديهما القدرة على هذا الامر طالما أن قدرتهما على التحكم بالشارعَين الرئيسيَين في لبنان لا زالت قائمة.
منذ أكثر من شهرَين يعمل تكتل الاعتدال الوطني الذي يضمّ خلطة نواب ظاهرها قريب من تيار المستقبل وباطنها من مشارب سياسية متنوعة، على صياغة مبادرة ينطلق جوهرها من التقارب الايراني السعودي بهدف إسقاطه على المعادلة الرئاسية اللبنانية.
في بداية النقاش بين اعضاء التكتل، كان هناك اجماع على ضرورة اطلاع الرئيس نبيه بري على الافكار التي تم عرضُها وكانت الانطلاقة من عين التينة التي رحّبت بمبادرة التكتل لاسيما وأنه أصرّ على ضرورة ان ينطلق الحوار بين الكتل من مبدأ الاخذ بعين الاعتبار التغيرات التي طرأت على المنطقة ولاسيما في الشق المتعلق بإيران وأهمية دورها في هذا الاستحقاق. يتولى التكتل مهمة تدوير الزوايا والحوار مع الكتل النيابية المعترضة وعلى رأسها حزبي القوات اللبنانية والكتائب، فيما أكد بري أمامه ان الحوار مع الثنائي ومؤيديه مفتوح شرط قبول الطرف الآخر بهذه المبادرة.
وأبعد من المضمون وآلياته، يبدو أن للسعودية دور محفّز لناحية الوقوف على الحياد وعدم الاعتراض على حراك الاعتدال، وفي السياق تشير المعطيات الى وجود تقاطعات بين الخماسية لدعم هذا الطرح كونه ينطلق من الداخل اللبناني وهو ما تريده الدول المعنية بالملف اللبناني والتي اكدت في اكثر من لقاء ان دورها يأتي في الاطار الداعم للجهود الداخلية والتي تنطلق من توافق الاطراف على اسم للرئيس المقبل.
وثمّة عوامل كثيرة مؤثرة بشكل مباشر على مبادرة الاعتدال أبرزها الوضع جنوبا حيث يُعول اعضاء التكتل على الجهود الدبلوماسية لانهاء الحرب على غزة قبل شهر رمضان، وهي فرصة قد تتيح لهذه المبادرة النجاح في حال هدأت الجبهة جنوبا وتحوّلت الانظار مجددا الى الاستحقاق الرئاسي الذي يصبح ملحّا قبل البدء بالمفاوضات على أمن الحدود الجنوبية. وفي حال حمل الاسبوعان المقبلان أخبارا مبشرة من الميدان، يمكن عندها الحديث عن مواعيد عاجلة للحوارات الثنائية والجماعية داخل المجلس النيابي بين الكتل لطرح الافكار في المرحلة الاولى والتي على ضوء نتائجها تحدد الجولة الثانية. اما في حال سقطت هدنة غزة وتدحرجت التطورات العسكرية على الجبهة الجنوبية نحو التصعيد الميداني على مستوى لبنان، فذلك يعني وضع المبادرة على الرف وانتظار معادلة الميدان ومن سيحدد شروطه في المعادلة الاقليمية. عندها يدخل لبنان لعبة خلط الاوراق بين الاطراف ومن يفوز يفرض نفسه لاعبا اساسيا في الاستحقاقات المرتقبة.

  • شارك الخبر