hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - حسن سعد

لو كان الإصلاح رجلاً لقَتَلَته الطبقة السياسية

الجمعة ٢٦ حزيران ٢٠٢٠ - 06:20

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا فشل ولا نجاح، بل "تكرار بلا نتائج مختلفة"، كانت نتيجة "اللقاء الوطني"، الذي انعقد يوم أمس الخميس في قصر بعبدا، بنصاب عددي وقدره "النصف زائداً واحداً" فقط لا غير، من أصل الأطراف والقوى السياسية العشرين التي دعاها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمشاركة، ما حال دون إحراج صاحب المبادرة والدعوة، أقله في الشكل.

في السياسة، "لا فشل ولا نجاح" نتيجة معتادة ومقبولة. لكن، على مستوى الشعب المنكوب بالأزمات والكوارث في كل المجالات وعلى مختلف المستويات، والموعود بأن الإنقاذ لن يكون إلا عبر الإصلاح، لا شيء مطمئناً على الإطلاق، خصوصاً لجهة توفّر الإرادة الجدية والنية الصادقة لدى الطبقة السياسية للقيام بالمهمة الإصلاحية الإنقاذية.

إن تغيّب بعض الشخصيات عن "لقاء وطني" حمل عنواناً واحداً هو "حماية الاستقرار والسلم الأهلي والتصدي للفتنة"، وخروج من شارك في "اللقاء" ببيان لا يسمن ولا يغني من جوع، هو أكثر ما يثير القلق وينذر بأسوأ التداعيات حالياً وطول المعاناة إلى أمد غير منظور.

بالنسبة للبنانيين المنكوبين بالحكام أكثر من نظام الحكم، وبمعزل عن أهميته النظرية، البيان الصادر عن "اللقاء الوطني" احتوى كلاماً ملّوا سماعه، فلا هو تشريع نيابي ملزم ولا هو قرار حكومي قابل للتنفيذ.

من هذا المنطلق، وبكل وضوح:
إن قفز الطبقة السياسية، موالاة ومعارضة، عن مؤسسات السلطة التشريعية والتنفيذية التي تشغلها، واللجوء إلى عقد لقاءات واجتماعات وحوارات، غير رسمية، رغم إدراكها أن ما يصدر عنها لا يستحق حتى مجرَّد الحفظ في الأرشيف، ليس إلا وسيلة لضمان استمراريتها وتجنّب شرب كأس الإصلاح والتهرّب من الإنقاذ من دون محاسبة.

الإصلاح سلاح شعبي ديمقراطي سلمي مجاني، إذا الشعب يوماً أراد الخلاص.
الإصلاح مخيف ومكلف سياسياً، لذلك هو عدو الطبقة السياسية، ولو كان الإصلاح رجلاً لقَتَلَته من دون تردّد.

  • شارك الخبر