hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

في حي السلم: دولار العم سام مصدر رزقنا

الخميس ١٦ تموز ٢٠٢٠ - 23:36

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بدا المشهد في حي السلم قبل يومين اشبه بحرب شوارع بين "مرابين"، في منطقة تعد حاضنة "الثنائي الشيعي" مع رجحان دفة حزب الله.

في حي السلم الكثير من الحكايات المتداخلة بين العائلات حيث يسود الفقر الاحياء ويدفع بالشبان الى العمل في كل شيء للحصول على "لقمة عيشهم". اليوم تحول هؤلاء الى صرافي "السوق السوداء"، يحملون في جعبتهم الدولار ويجولون على "الاصحاب" والزبائن "الموثوقين"، ومن كانت فاعلة على صفحات التواصل الاجتماعي باتت اليوم صرافة فئة "أ" في هذا السوق و"المزنوق" على عشرة آلاف دولار كاش يمكنه التواصل مع شباب "حي السلم" ليشتري على الفور.

صحيح أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعا الى الجهاد الزراعي، لكن دعوته لم تلق صداها في حي السلم، فهنا الجهاد المصرفي بات مهنة لكل من يريد الربح الفوري و"من هالك لمالك" الى سائق دراجة نارية يمكن كسب مئة الف ليرة وربما أكثر لأنه "أوصل الامانة" لاصحابها.

تحولت المنطقة الى سوق للصرف، كُثرة الدراجات النارية ونقاط تجمعها في بؤر محددة، تدفعك الى سؤال احد اصدقائك الذي يتردد بشكل دائم الى المنطقة عن مهمة هؤلاء، فيجيبك بأن هناك "تركيبة دولار" تٌحاك والسماسرة يفاوضون على السعر.

لم يعد الامر مستغربا ف"العم سام" الذي يُشتم يوميا على لسان قيادات حزب الله وجمهوره "الالكتروني" ها هو في حي السلم والضاحية مصدر رزق لمئات الشبان ولعائلات وجدت في "الدولار الالهي" نعمة لا نقمة كما يسوقها الحزب في الاعلام، وسوق مضاربة يشكو منه الصرافون الذين يؤكدون مرارا أن بؤرة الدولار السوداء في هذه المنطقة، والتحقيقات التي جرت مع بدء الارتفاع الجنوني لسعر الصرف كانت واضحة وحددت بالاسماء المتورطين الذين خرجوا من السجن نتيجة تدخلات سياسية فاضحة.

حزب الله المعني الاول في هذا الملف لا يمكنه ضبط شارعه الجائع، فقبل الازمة كانت المهن كثيرة ومتشعبة في احياء الضاحية ومع فقدان المواطن لقدرته الشرائية توجه سوق العمل في هذه المنطقة الى العملة الخضراء، حيث توسعت رقعة التجارة لتطال طبقات اجتماعية بعيدة عنها، وهنا برزت مخاوف من أن تتحول هذه التجارة الى قطاع اعمال من الصعب القضاء عليه نظرا لانعكاساته السلبية على الليرة اللبنانية.

ووسط كل هذا المناخ التشاؤمي الذي يدفع بالبلاد الى مزيد من الازمات تبرز مخاوف أمنية من الاسوأ، لاسيما في تلك المنطقة التي زادت فيها الجريمة واعمال السرقة، لاسيما وأن عناصر الانضباط المولجين حماية الضاحية من قبل حزب الله هم أنفسهم متورطين في اعمال سرقة واشكالات تخللها تبادل لاطلاق النار، والامر مرشح الى مزيد من التصعيد لأن الازمة الاقتصادية ستشتد والمصاريف باتت تشكل عبئا موجعا على قيادة حزب الله التي يعيش مناصروها ظروفا قاسية نتيجة العقوبات، ورغم كل التطمينات الاعلامية فان ما يجري في الضاحية دفع بالحزب الى اطلاق خطة احتواء منعا لاستغلال "الاطراف المعادية" وتوظيف المأساة لصالح "اجندات خارجية".

  • شارك الخبر