hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ماريا واكيم

"حروب الأديان الدنيوية"... بين شيطنة الإسلام والمسيحية و"تمجيد الصهينة"!

الثلاثاء ٣١ كانون الثاني ٢٠٢٣ - 00:21

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


انها حقبة الانحطاط في تاريخنا الغابر، الحقبة التي يتم فيها تجنيد كل وسائل "التأثير" المتاحة لشيطنة الأديان على حد سواء، ولا تتم هذه الشيطنة في دوائر القرارات الغربية فقط بل في حواضن الاسلام الاولى في الجزيرة العربية وشمال أفريقيا والمشرق العربي، هناك حرب يشنّها النظام العربي على الأسلمة والمسيحية فيما يتم "تمجيد الصهينة" من قبل هذا النظام نفسه.

إنها لعنة الجغرافيا، حيث يُستخدم الدين وتوزّع المتدينين في اقطار الارض لخدمة السياسة والإقتصاد بهدف السيطرة، إنه التطور الذي أًريد له أن يسير والدين بإتجاه معاكس، وما حصل من أحداث العام المنصرم خير شاهد، بدءًا من الحرب الروسية- الاوكرانية، (الدولتين اللتين لطالما وحّدتهما الكنيسة الأورثوذكسية) وصولا الى شيطنة موسكو لأوكرانيا وإعلانها عام 2018 قيام "الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة"، التابعة لـ"بطريركية القسطنطينية المسكونية"، بدلا عن بطريركية موسكو، لترد أوكرانيا بالقول: "لدى قواتنا خبرة في طرد الأرواح الشريرة، وهي تتوق إلى المساعدة على طرد الشياطين الأعضاء في المجلس الروسي".

ولا يقتصر الأمر على المسيحيين الأرثوذكس فقط، حيث توجه الرئيس الشيشاني بنداء منفعل الى سكان دول القوقاز، استغرب فيه إحجامهم عن "الجهاد" دفاعا عن حمى الإسلام والمسلمين في روسيا وأوكرانيا.

وبالعودة قليلا الى التاريخ، وليس منذ زمن بعيد، كشفت حرب أفغانستان قدرة الإسلام على التجنيد والحشد وفرض التكافل على أتباعه بهدف رجم ما وصفه بـ"المد الشيوعي السوفياتي الكافر"، ما يحدّ من مطامع الدول "الهادفة الى التوسع على حساب الإسلام".

"إنها حروب الاديان الدنيوية"، حيث يعمل الحكام على فرض صورة نمطية عن الإسلام والمسيحية يستغلّها الغرب بهدف ضربهما وتجريدهما من أهدافهما التي لأجلها قاما، على سبيل المثال تتم عملية جر البلاد الإسلامية إلى التوقيع على اتفاقيات دولية يتم من خلالها الضغط عليها لتحوير قوانينها ولو كان ذلك معارضا لعقيدة المجتمع وأعرافه وتقاليده، كما وتُهاجم شخصيات اسلامية مؤثرة وتُفضح إعلاميا حتى تجرح عدالتها ويختلف الناس حولها، وتجرد بذلك من قدرتها على التأثير، والحشد والتجنيد، ويتم ذلك عن طريق اتهامها بارتكاب أفعال منافية للدين كالاغتصاب، أو خيانة الأمانة.

ففي صربيا مثلا، الدولة التي عاشت 4 قرون تحت حكم العثمانيين والتي عُدّت عاصمتها بلغراد من "أكبر المدن ومراكز الثقافة الإسلامية في البلقان حتى منتصف القرن الـ19"، وإثر حرب البلقان تبدّلت مكانة المسلمين بعد ضعف السلطنة العثمانية ما تسبّب بهدم كل شيء له علاقة بالإسلام، فكانت النظرة إلى المسلمين الصرب على أنهم خونة ومنشقون، وبدأت موجة عاتية من الاضطهاد والقتل والمحاولات لتنصيرهم وترحيلهم قسريا.

وفي ايران، حيث يحكم رجال الدين على سبيل المثال، هناك أوقات قبل الثورة الإسلامية كان فيها المسيحيون الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت يجتمعون في مناسبات خاصة ويعرضون علاقات مسكونية عالمية. لكن في أعقاب الثورة مباشرة، نشأت فجوة بين أولئك الذين امتثلوا لمطالب الحكومة بعدم نشر عقيدتهم- والذين يُمكنهم أن يساعدوا النظام الإيراني على تصوير رؤية أكثر تسامحاً للأمور في الخارج- وأولئك الذين كانوا عازمين على مشاركة عقيدتهم مع الآخرين، بغض النظر عن خلفيتهم الدينية، فتم طرد المُبشرين، ولم يكن المؤمنون من السكان الأصليين أحراراً في الإلتقاء أو التعاون بشأن القضايا الدينية. بالنسبة إلى أولئك الذين ينتمون إلى الكنائس المؤسسية، مثل الأنغليكان والكاثوليك، فإن اتصالاتهم بالعالم الخارجي، حتى لو كانت فقط في سياق المسكونية الكنسية، تتم مراقبتها والنظر إليها على أنها مشبوهة للغاية، حيث لا يزال النظام الإيراني يرى الغرب بشكل عام "عالماً مسيحياً"، وبلدهم أرض الإسلام.

أما ما حدث أخيرا من حرق نسخة للقرآن خلال مظاهرة بالسويد لا يندرج سوى ضمن الحملة التي يقوم بها اليمين المتطرف بهدف تصوير المسلمين على انهم خطر على الدولة الاسكاندينافية في فترة صعود التيارات المناهضة للهجرة حيث تشكل قضايا الأمن والجريمة موضوع تشاحن حاد بين الأحزاب السياسية.

كل ذلك يندرج في إطار إستغلال الدين للحث على القتال والتأثير على الطبقة الفقيرة والوسطى في الانظمة كافة، والتي كلما تم ذكرها تتردد وتتكرر مفردات مثل "انقراض" و"اندثار" و"إحباط" و"انهيار" وهنا تبدأ المعضلة الكبرى "المفتعلة".

 

  • شارك الخبر