hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

بين الثنائيتين الشيعية والمسيحية: من يفوز بدولة لبنان الكبير؟

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 23:32

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تُشبه علاقة القوات اللبنانية بالتيار الوطني الحر، العلاقة القائمة بين حركة أمل وحزب الله، في زمن الثنائيات الطائفية التي تعوم على أنقاض دولة الطائف والميثاق.

يُعتبر "الدم" الجامع المشترك لهذه المقارنة بين "الثنائيين". حزب الله المولود من رحم حركة أمل تمدد كثيرا بعد العام الفين في بيئة الحركة، حيث خاض معارك طاحنة في شوارع بيروت ومناطق الجنوب اسفرت عن سقوط الكثير من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين. وتوثق مقاطع الفيديو على مواقع التواصل حدة هذا الصراع، فيما لا تزال آثار حرب الشوارع ماثلة في نفوس الحركيين الذين يحاولون "هضم" حالة الحزب ولكن من دون جدوى. في المقابل تساعد العداوة لاسرائيل والنكبات التي اصابت الطائفة بلجم كل تداعيات الدم بين الطرفين، فتخرج بيانات اللجان المشتركة لتزيل الغام العداوة.

الثنائي "أمل - حزب الله"، هو النسخة الطبيعية للثنائي "التيار - القوات"، الا أن الطرف المسيحي اليوم يواجه أشرس معركة خاضها منذ عقود وتتعلق بوجوده الفعلي داخل الدولة والكيان فيما تصح المقاربة بين الطرفين أو الثنائيين في بعض النقاط واظهار التباينات حول رؤية واهداف كل فريق:

اولا- لم تهضم القاعدة القواتية يوما القاعدة البرتقالية، وأي نقاش بين الطرفين كان يرتكز على محطات الاقتتال التاريخي في حرب الالغاء ومعارك المناطق في الجبل وكسروان والمناطق المتداخلة، واليوم وبغياب "السلاح" يعود هؤلاء على حلبة مواقع التواصل لشن حروب الغائية فيما بينهم. كذلك الامر بالنسبة للحوار بين أمل وحزب الله حيث يُخَبأ الاحتقان في النفوس وينتظر فرصة للخروج منها والتعبير بكل الوسائل المتاحة عن تلك التراكمات.

ثانيا- التكاذب السياسي الذي ظهر بعد اتفاق معراب سرعان ما انقشعت صورته عقب الانتخابات الرئاسية، ولجأت القوات الى المحاضر السرية الموقعة بين الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع لتضع الرأي العام في صورة هذا الاتفاق والذي وثق تقاسم جبنة التعيينات في الدولة بين الحزبين، واتهم حزب القوات التيار بالنكث في وعوده والتملص منها، قبل أن يبدأ الهجوم المركز وعلى أعلى المستويات، وصل الى حد تشبيه جعجع باسيل ب "تيريز" في معرض حديثه عن طلب الرئيس عون عند أي لقاء يجمعهما في بعبدا التشاور مع "جبران"، في حين لجأ الاخير الى ذاكرة الحرب لقصف جبهة القوات واستحضار وقائع الجبهات التي اشتعلت في ثمانينات القرن الماضي.

في المقابل يعتمد الرئيس نبيه بري على خبرته وحنكته السياسية وعلى ادراك حزب الله خطورة أي اشكال داخل الطائفة التي تمر اليوم بظرف مشابه للحالة المسيحية خلال الحرب الاهلية حيث دخل العامل الفلسطيني كدافع لتسلح الاحزاب المسيحية وتوجيه بندقيتها نحوه قبل أن يخرج تاركا الساحة لهذه الاحزاب التي خاضت اشرس انواع الحروب فيما بينها كان اهمها حرب توحيد البندقية. وعليه يسعى حزب الله الى احتواء غضب الحركيين وعدم تمرير الفرصة أمام الاسرائيلي وغيره من الاطراف باستغلال نقاط ضعف البيئة الشيعية والذهاب نحو المطالبة بحقوق الطائفة المحرومة والمهدورة.

اما الفارق الكببير بين الثنائيتين فهي آلية الدفاع عن مصير "الطائفة". يسعى حزب الله وحركة أمل الى قضم الوجود المسيحي في الدولة والاستفادة من الشرخ الكبير الحاصل داخل الساحة المسيحية للولوج الى تحصين موقعهما ولو على حساب أي مكون لبناني، بل ان التنسيق بين الرئيس بري والسيد حسن نصرالله يعاكس تماما العلاقة بين عون أو باسيل من جهة وجعجع وفرنجية أو الكتائب من جهة أخرى، والثنائي الشيعي على استعداد لتأمين اي شرعية لتسمية الحريري مشابهة لتلك التي كان يؤمنها النظام السوري حين كان التيار مبعدا والقوات في سجن وزارة الدفاع، وان اقتضى الامر اللجوء الى "فتاوى" نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي باحصاء المسيحيين المستقلين الموزعين على الكتل التي سمت الحريري، شرط تأمين حصته التي تتخطى الحصة الشيعية في وزارة المال وتصل الى جوهر النظام السياسي.

يُعطي "الحقد المسيحي" الفرصة لأي طرف لاستغلال الشرخ بين المكونات ف"الرزق السايب بعلم الناس الحرام"، والانقسام المسيحي اليوم يُعد فرصة ذهبية بالنسبة للآخرين لهدر المزيد من الحقوق أو ما تبقى منها، تحت حجة "بيي أقوى من بييك"، وتصيب "لعنة" الكرسي الاولى كل طموحات الوجود المسيحي في الدولة التي تنحدر الى القعر وتجرف معها كل ما يتصل بحقوق هذه الطائفة.

  • شارك الخبر