إستمع للخبر

أكدت الخبيرة في شؤون النفط والغاز في لبنان والمنطقة لوري هايتيان في حديث خاص لموقع ليبانون فايلز أن الدولة اللبنانية وافقت اليوم على العرض الذي قدمه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين منذ أربعة أشهر بشأن الترسيم البحري، مشيرة الى أن الطبقة السياسية تحاول تحسين شروط هذا العرض عبر ضم حقل قانا بالكامل للبنان والبلوك رقم 8 الذي كان مشتركا مع الاسرائيليين وفق خط هوف.

هايتايان أوضحت أن التمسك بالخط29 جاء نتيجة ترسيم تقني وفق اتفاقات دولية بعكس الخط23 الذي جاء ببازار سياسي من قبل المنظومة الحاكمة التي ترفض اتباع النهج المؤسساتي لادارة الملفات، مشيرة الى أن المفاوضات على هذا الخط لا تملك أي أساس قانوني أو تقني.

وكشفت هايتايان أن الدولة اللبنانية عندما رسَّمت الحدود البحرية مع سورية قبرص واسرائيل وقسمت البلوكات العشرة بعد أن حددت المنطقة الاقتصادية الخالصة لم تفاوض مع الدول الثلاث على هذا الترسيم وهذا الامر مخالف لقانون البحار الذي يؤكد ضرورة التفاوض بين الدول التي تتقاسم الحدود فيما بينها. وأمام هذا الواقع تكشف هايتايان أن الدولة اللبنانية لم تضع دراسات جيولوجية للبلوكات القريبة من الحدود المشتركة مع الدول الثلاث وعليه فان الحديث عن وجود غاز في حقل قانا ليس ثابتا.

برأي هايتايان فان المسؤولين في لبنان يتجنبون التصعيد بوجه الولايات المتحدة عبر تقديم التنازلات والقبول بالتفاوض على اساس ال 860 كلم2 وفق الخط 23 بمن فيهم الرؤساء الثلاثة وحزب الله الذي يريد الرضى الاميركي بعد أن تمكن من "تسيير أموره" مع الفرنسيين، مشيرة الى أن استحضار حزب الله الحرب ضد اسرائيل من أجل التمسك بالخط 29 ما هو الا تهويل على اللبنانيين لدعوتهم الى التراجع والتمسك بالخط23 منعا لنشوب حرب فالحزب وفق هايتايان لديه رغبة كبيرة بالتفاوض على الخط 23 لإرضاء الاميركيين والفرنسيين الذين عملوا على اخراجه حزب من ورطته في اوروبا.

وفي الاطار تُذكر هايتايان بالزيارة التي قام بها الوسيط الاميركي الى السفارة الفرنسية ولقائه السفيرة آن غريو، مشيرة الى أن الاميركي حمَّلها رسالة لحث حزب الله على تخفيف خطاب التهديد والذهاب الى مفاوضات عبر "deal" قد تكون شركة توتال الفرنسية من ضمنه حيث يُعطى لبنان ضمانات بأن تقوم الشركة بالتنقيب الفوري عن الغاز ضمن الخط23، في الحقول المشتركة مع الاسرائيليين وهذا الامر يكون عبر اتفاق اميركي فرنسي ايراني، مذكرة بمحطات سابقة حيث أكدت توتال عندما تم تلزيمها البلوك رقم9 أنها ستعمل على التنقيب فيه وأن لا علاقة لها بالمفاوضات الجارية بين لبنان واسرائيل حول ترسيم الحدود جنوبا لأن هذا البلوك بعيد عن الحدود، وفيما بعد عندما بدأ آموس هوكشتاين وساطته وأكد ان لا تنقيب قبل الترسيم، عندها توقفت توتال عن التنقيب بانتظار انهاء ملف الترسيم.