hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

ايران تُعوم قطر والمملكة متريّثة: اجتماع باريس الخماسي "حركة بلا بركة"

الأربعاء ٨ شباط ٢٠٢٣ - 00:03

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا يمكن للأزمة اللبنانية بكل تشعباتها السياسية والمالية أن يحلها اجتماع مصغر على مستوى الصف الثالث في التمثيل الدبلوماسي، أو التعويل على نتائج سريعة قادرة على استيعاب الانقسامات الداخلية التي تحركها الاجندات الخارجية. فالخضات الدولية والنزاعات بين الدول تركت الملف اللبناني في أسفل الاولويات بين الدول الاساسية التي تتحكم بالمشهد الداخلي.
ما جرى في اجتماع باريس الخماسي كان متوقعا بالنسبة للدول المشاركة، فهو جاء في اطار "جس النبض" وطرح الافكار العامة قبل الغوص بتفاصيلها، في حين تركز الاهتمام على الطرف القطري الذي يلعب على الطاولة دور ساعي البريد بين الدول الاربع المشاركة "الولايات المتحدة الاميركية - فرنسا المملكة العربية السعودية ومصر" من جهة وايران من جهة أُخرى، وقد تم اختيار قطر لهذه المهمة بعد نجاحها بتأمين الغطاء الايراني لصفقة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وتُعول عليها الولايات المتحدة في انجاح الصفقة اللبنانية التي تتضمن الكثير من البنود ومن ضمنها التوافق على اسم مرشح رئاسي يُرضي الاميركيين ولا يستفز الايرانيين.
تشير مصادر دبلوماسية فرنسية لـ "ليبانون فايلز" الى أن الطرف القطري نقل بعض الافكار المرتبطة بشكل اساسي بالصيغة اللبنانية وكيفية ايجاد حل مستدام لهذا البلد يواكب اي استحقاق دستوري داهم، وبالتالي فإن رغبة الايرانيين لا تقتصر على شكل رئيس الجمهورية واسمه بقدر ما ترتبط برزمة حلول تؤسس لمرحلة جديدة للبنان بعد الانهيار الاقتصادي الذي بدأ عام 2019 كمراجعة الصيغة وتعديل بعض بنودها وربط الحلول بموقع حزب الله داخل الدولة. ولا شك بأن الوقائع على الارض عكست قناعة لدى الجميع بضرورة التفاهم مع الجانب الايراني بعد استنفاز كل السبل لاضعاف حزب الله في الداخل وادراكه أن الثنائي لا زال الاقوى على الساحة ومن غير المُجدي التفكير بالطرق التي كانت سائدة من قبل، كمحاصرة لبنان أو فرض عقوبات على شخصيات مقربة من الحزب، فالساحة اللبنانية برأي الدول الغربية وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية باتت في يد حزب الله وعليه، فإن تقليص دوره يتطلب تغيير النهج واتباع آخر أكثر جدوى كمحاورة ايران في الخارج ومهادنة حزب الله في الداخل، أما استحداث بيئات معارضة له فلم يأت ثماره بل زاد من شعبية الحزب وبالتالي بات الافضل اللجوء الى القوة الناعمة لتطويق مشروع ايران في المنطقة وعلى رأسها حزب الله.
المملكة العربية السعودية التي تخوض على اراضي العراق مفاوضات شاقة مع خصمها اللدود في المنطقة "ايران"، فهي ايضا لا تعطي لبنان المساحة الواسعة من الاهتمام، وترى ان محاورة الاصل اي ايران تُغني عن التواصل مع أجنحتها في المنطقة. ويؤكد المقربون من المملكة أن المسؤولين السعوديين لن يبادروا ويطرحوا اي اسم لرئاسة الجمهورية، فأولويتهم ايجاد حل نهائي لسلاح حزب الله وتمدده في الخارج وتحديدا في اليمن، وهذا برأيهم جوهر المشكلة مع لبنان، وفي حال تمت معالجة الاسباب عندها لا خلاف على اي مرشح طالما ان سياسته الخارجية ستكون شبيهة بتلك التي كانت في التسعينات.
هي مرحلة عض الاصابع ورفع السقوف قبل العودة الى طاولة المفاوضات، واجتماع باريس التمهيدي ينتظر الرد الايراني وما سيحمله الجانب القطري من أفكار تؤسس لحوار جدي للأزمة اللبنانية.

  • شارك الخبر