hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس

اللبناني رزق سايب في دولة مفقودة

السبت ٦ نيسان ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع إشراقة شمس كل يوم نسمع عن عمليات سرقة وتشليح في غالبية المناطق اللبنانية، بدأت بالظهور مع بداية الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي وكأن شعار بعض الآباء بات "عليّ وعلى أعدائي يا رب" و"من بعد أولادي ما حدا ياكل".
الجوع كافر صح، والمرض كافر أكيد في دولة كافرة لم تترك لمواطنيها ما جمعوه من تعب اليوم الأبيض لمرض اليوم الأسود. فمن بات في خريف العمر وعلى مشارف شتائه، يحتاج الدواء أكثر من الغذاء وهو في الحاجتين مكبّل اليدين ينتظر المحسنين من المقربين أو ما يفيض عن الأبناء لتأمين بدل "كشفية الطبيب" التي باتت بالعملة الخضراء ومعها بدل المراجعة الذي لم يكن مطلوباً في السابق.

المهانة التي بلغها اللبناني في ظل طبقة سياسية ترفض كل أشكال الإصلاح، لأنه يدينها ويدين ما اقترفت يداها بحقه، أفسحت في المجال أمام المنحرفين والمحتاجين إلى امتهان السرقة والتشليح في وضح النهار كما تحت جناح الليل، وتكون محظوظاً إن اقتصر الأمر على سلبك ما في جيبك من دولارات أو ليرات دون تعرّضك لخطر الموت.

لا تحتاج الكثير لتعرف أنك بتّ تعيش في غابة تفتقر لوجود أسد يزأر فيوقف الجميع عند حدّهم، يكفي أن تسير لساعة يومياً بين مجموعة من الأصدقاء كي تسمع القصص المخيفة. فإحدى الشابات العاملات في محل لبيع الذهب في أحد مولات بيروت، غادرت مركز عملها عصر أول الشهر الجاري بعدما تقاضت راتبها، لتجد بانتظارها تحت الجسر المقابل رجلين وضعا السكين على عنقها وأخذا الراتب وما تتزين به من ذهب. وفي إحدى السوبرماركت في جبيل نشل أحد اللصوص حقيبة سيدة كانت تتبضع بأمان وفرّ مغادراً ليكمل جولته على محال بيع الخضار والفواكه حيث تمكن من نشل هواتف وأموال عدد من الزبائن، قبل أن تطرده صاحبة محل لبيع الأرتيزانا بعدما شكّت به ومن دورانه داخل محلّها.

الضحايا كانت محظوظة لأنها لم تفقد حياتها كما حصل مع المسن نزيه الترك وزوجته في الأشرفية على يد عصابة أفرادها سوريون، دخلوا منزله لسرقته بالتواطوء مع الخادمة السورية التي وظّفوها لتهتم بهم لمدة شهر، فكانت حصيلة عملية السلب مقتل الترك وإصابة زوجته.

عمليات التشليح لا تفرّق بين منطقة وأخرى، لكن أخطرها ما يجري في أنفاق المطار، حيث تنتشر العصابات ليلاً وتطلق النار على السيارات العابرة ومن ضحاياها سائق تاكسي فلسطيني الجنسية وسائق آخر سوري الجنسية، جاءا من جهة مطار رفيق الحريري الدولي، حتى بات الكثير من المغتربين يخشون العودة لتمضية الأعياد في لبنان بسبب عصابات الأنفاق بحسب سيدة كانت تخبر عن أقاربها ومخاوفهم.

وليل الخميس الماضي دخل مسلحان مجهولان منزل الأخوين عساف وهما يملكان محلاً للصيرفة في ساحة جونيه، كبّلاهما قبل أن يتوجها إلى المحل والدخول إليه بواسطة الكسر والخلع وسرقة ما فيه... وتطول لائحة السرقات ما يجعل لبنان بلد عصاباتٍ بامتياز...

ارتفاع نسبة عمليات السلب والتشليح والسرقة يترافق مع عدم قدرة الأجهزة الأمنية على الانتشار ليلاً ونهاراً في الشوارع والأزقة الخطرة وتحت الجسور وداخل الانفاق بسبب الافتقار إلى العديد المطلوب، من جهة، بعد عمليات الفرار من الخدمة لتراجع قيمة الرواتب بشكل دراماتيكي، لعدم توفر المحروقات، من جهة ثانية، فباتت الشريحة العاملة عرضة لمخاطر القتل والسلب و"على عينك يا دولة" في حين تغصّ السجون بالمجرمين واللصوص ومروّجي المخدرات وأصحاب السوابق بالإضافة إلى موقوفين من دون محاكمات، ما يجعل توقيف أفواج جديدة من الخارجين على القانون مدعاة تندر من اللبنانيين مصحوبة بعبارة "السجون مفوّلة ما بقى في مطرح".

هذا الواقع الصعب والمرير لا ينفع معه القول "وينيّ الدولة" لأننا نعرف تماماً أننا نعيش في "لا دولة" وفي "بلد سايب لأولاد الحرام".
حماكم الله جميعاً وأبعد عنكم لصوص الطرقات والجسور والأنفاق وتصبحون على وطن.

  • شارك الخبر