hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

اجتماع النواب السُنة... دار الفتوى وسيط مع حزب الله؟

الإثنين ٢٦ أيلول ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


بين طرابلس وعكار وجدت شبكات التهريب والاتجار بالبشر "سوقها" لتقدم أفضل ما لديها من عروض مغرية تنقل من خلالها ابن ببنين وباب الرمل والتبانة وقرى شمالية ضاقت بها سبل العيش، الى بلاد الاغريق عبر البحر حيث تنتقل العائلة من جحيمها اليومي الى بلاد تأمل أن تعيد لها بعضا من كرامتها.

وفيما تُصَدّر الساحة السنية خيرة شبابها الى اوروبا عبر قوارب الموت، تسعى دار الفتوى الى لملمة التركة التي خلَّفها خروج سعد الحريري من المشهد السياسي واستغلها أكثر من لاعب سعيا منه لقيادة الساحة السنية التي تعبت من تعدد المرجعيات وتحولت الى حلبة منافسة بين الزعيم المحسوب على دولة عربية شقيقة، وآخر محسوب على دولة اقليمية جارة.

حال المفتي عبد اللطيف دريان يشبه حال البطريرك بشارة بطرس الراعي، فالاخير وجد نفسه امام أكثر من "ابن ضال"، ورأى أن الكنيسة فقدت الكثير من "مَونتها" على هذا القائد أو ذاك، وباتت الجيوش الالكترونية متحكمة بالمشهد الحزبي وقادرة على تقليب الرأي العام أكثر من عظة الأحد التي كان صداها يهز عروشا وأنظمة وتكون لُبنة أي انتفاضة سيادية لبنانية. التمدد الحزبي فرض على المرجعيات الدينية التراجع خطوات الى الوراء، كذلك فعلت الهموم الاقتصادية فعلها وأرخت بثقلها على المواطنين الساعين الى ايجاد ربطة خبز أو توفير فرص عمل بالفريش دولار. الى التمدد ثمة تعدد حزبي طائفي في لبنان جاء على حساب رجال الدين الذين تراجع نفوذهم في المناطق والقرى لصالح المسؤول الحزبي صاحب الصلاحيات الواسع في بيئته.

لا يبتعد اجتماع دار الفتوى الذي انعقد يوم السبت عن كل الهواجس المطروحة لدى غالبية الطوائف اللبنانية، ولكن ظروف دعوة المفتي دريان نواب الطائفة الى هذا الاجتماع تختلف اليوم من حيث التحديات التي ترافق الساحة السُنية وتأثيراتها على البيئة المناطقية المنتفضة على الدار والنواب والمرجعيات الحزبية. وقد حرصت السعودية وتحديدا السفير وليد البخاري على تأمين الجو الايجابي المرافق لهذا اللقاء بعد أن لمست المملكة جديا الاخطار التي تحدق بهذه الساحة في ظل الانقسام الكبير المساعد على تمدد مشاريع حزبية وسياسية تسعى السعودية الى ضبط ايقاعها في أكثر من بلد عربي.

حرص المفتي في كلمته على اعطاء الاجتماع أبعاده الوطنية كمقدمة لتحديد مواصفات رئيس الجمهورية الجديد، ولم يخرج دريان عن المواصفات العامة التي يطالب بها الجميع وعلى رأسها المحافظة على اتفاق الطائف والعيش المشترك والاتصاف بالحكمة والمسؤولية والنزاهة... ولكن ما هو واقعي ويريد تعميمه المفتي دريان على النواب والعمائم هو في صلب المطروح اليوم على طاولة النقاش الاقليمية والدولية ويتعلق بمنع حصول أي خلاف سني شيعي على الاراضي اللبنانية، لاسيما وأن بعض الجهات برأي المفتي لها مصلحة قوية بذلك وهي تستغل غياب المرجعية السنية لتُشغل أدواتها وتحرك البعض فينقلب السحر على الساحر ونكون أمام مشهد جديد وخطير.

يريد دار الفتوى أن يكون رأس حربة بوجه أي مشروع من هذا النوع، فالعراق بالامس القريب كاد أن يقع في فتنة كبيرة لولا حكمة رجال الدين وتَصَرُف السيد مقتدى الصدر الذي فضَّل الانسحاب على البقاء وسط فوضى واقتتال داخلي.

أما في لبنان فهكذا سيناريو قابل للتطبيق في ظل ما نسمعه من أخبار بعضها يستوجب المتابعة والتصحيح وبعضها الآخر قد يكون مفخخا بقصد التحريض. وهنا تلعب دار الفتوى دورا جوهريا تكون فيه وسيطا لا مرجعية سياسية، بين شارعين "سُني وشيعي". ويبرز دور المفتي في معالجة أي ذيول لحوادث في المناطق المتادخلة مع حزب الله، وقد نجد في وقت قريب وفد الحزب بضيافة المفتي في اطار التنسيق والتعاون والسعي الى تجنيب لبنان أي حادثة قد تُشعل فتنة لا رغبة للبعض بها ويتجنبها حزب الله الساعي الى تواصل دائم مع دار الفتوى كمرجعية وطنية سُنية قادرة على الامساك بالشارع الذي يفتقد اليوم الى المرجعية القادرة على اتخاذ القرار والسير به.

  • شارك الخبر