hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - مروى غاوي

أخطأ زياد المكاري فتعثّر جورج كلّاس على بساط جيوكاثوليكي!

الإثنين ٢٩ أيار ٢٠٢٣ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يكاد يكون وزير الإعلام زياد المكاري، وزير الإعلام الوحيد من بين كلّ الوزراء الذين تعاقبوا في السنوات الأخيرة على وزارة الإعلام، الذي يسير وفق بوصلة لا تُخطىء الاتجاهات والأهداف.

لدى تسلّمه حقيبة الإعلام خلفاً للوزير جورج قرداحي، لم يعِد الرجل بأدوار عابرة للقارات كما توهّم بعض أسلافه، ولا تأبّط كتاب إنجازاته الموعودة، وجال به بين بعبدا وعين التينة ورياض الصلح طمعاً بترسيخ صورة "وزيرٍ مفكّر". كلّ ما رشح عنه هو تمنٍ صغير بأن يسنح له وقته القصير في الإعلام بترك بصمة، وسرعان ما نجح في ترميز خصائصه الفردية في وزارة "أُهّلت" قبله للإقفال.

تقول مصادر الإعلام، إنّ مهندسها قدِم إلى الوزارة ومعه مجموعة مشاريع أنجزها بسرعة قياسية، وسرعان ما أشّرت إبرة بوصلته إلى ضرورة التوجّه نحو تلفزيون لبنان. تلفت المصادر إلى أنّ كثيرين مرّوا قبله ولم يلتقطوا هذه الإشارة، وتركوا "صورة الدولة" معلّقة بين حياةٍ وموت، علماً أنّ الموازنات السابقة كانت تؤهّل تلفزيون الدولة للتفوّق في مباراة الإعلام، ولكن حضرت الأموال وغابت الإرادة!

مع أنّ وزير الإعلام ليس رياضياً، يصفه موظّفو تلفزيون لبنان بالهدّاف، وقراره بمعالجة التلفزيون المريض في الزمن الرديء، ترك أثراً جيداً في صفوف الموظّفين.

ورشة عمل حقيقية في تلفزيون لبنان، هي تلك التي يُقيمها الوزير زياد المكاري. ورشة بدأت ملامحها بالظهور على الشاشة الأم من خلال Habillage  جديد، وشبكة برامج جديدة قيد التحضير، أضف إلى محفظة شراكات داخلية وخارجية.

يُثني موظفو تلفزيون لبنان على صورة "الوزير الموظّف" التي حرص المكاري على تظهيرها في يومياته داخل أروقة التلفزيون. يحضر في الصباح ويغادر في المساء، وبابه مفتوح لأصغر موظّف كما هو مفتوح لأكبر إداري، وعلاقاته موضوعة في خدمة المحطّة، وقادر على تذليل كلّ العقبات من خلال لعبه دور ضابط ارتباط على جبهتي الداخل والخارج، والأهم أنّ ورشة حقيقية تُحضّر للمبنى المنسي في الحازمية، وأوّل الغيث تمثّل بنقل الإدارة المالية إلى مبنى "إيفوار" في سن الفيل لتحطّ الرحال في الحازمية بعد الترميم، وإعفاء تلفزيون لبنان من دفع بدلات إيجار شهرية لمبنى كان مُستأجراً في منطقة الحمرا.

وإذا كان وزير الإعلام يستفيد من مهارته كمهندسٍ معماري، لرسم تصاميم جديدة لتلفزيون لبنان، تمنع هذا الصرح الثقافي الذي تخطّى عتبة الـ 64 عاماً من السقوط بسبب التصدّعات البنيوية الظاهرة، ماذا رسم للتصدّعات المالية التي أنتجتها الأزمة الاقتصادية، وجعلت ميزانية التلفزيون الشهرية تهبط من مليون دولار في الزمن الأبيض، إلى 15 ألف دولار في زمن السوق السوداء، والمبلغ يشمل الرواتب الشهريّة والكلفة التشغيليّة؟

تقول مصادر وزارة الإعلام، إنّ السبب المالي هو الذي عجّل توزيع الوزير المكاري لجهوده بين وزارة الإعلام وتلفزيون لبنان، لاسيّما أنّ الإدارة السابقة تعمّدت اعتماد سياسة مالية عنوانها "صيف وشتاء تحت سقف واحد"، فأغدقت الأموال على بعض المستزلِمات والمستزلمين متلطية خلف عناوين فارغة المضامين، و"سكّرت الحنفية" عن سائر الموظفين.

تشرح المصادر أنّ وزير الإعلام بذل جهداً استثنائياً ومُضاعفاً لتعويض موظّفي تلفزيون لبنان الرواتب المُضاعفة التي حُرموا منها، فكان أن انتزع بدايةً اعترافاً يُساوي بينهم وبين سائر موظّفي القطاع العام، ومن ثمّ نقّح اللوائح الإسمية ونقّاها من الشوائب التي اعترتها، وجعلتها تخضع سابقاً لجولات كرّ وفرّ بين تلّة الخياط والصنائع دون نتيجة تُذكر لأنّ ثمّة من أصرّ على أن يُدير "الدينة الطرشا" لغايةٍ في نفس يعقوب، وتوّج جهوده بإقرار سلفة مالية قيمتها 70 مليار ليرة، بدّدها وزير الشباب والرياضة جورج كلّاس بـ "فاول" ارتكبه على طاولة مجلس الوزراء.

فلماذا قد يلجأ وزير إلى نصب "حاجز دولتي" ووضع عصي في إطارات زميلٍ له؟

مصادر وزارة الإعلام تكتفي بالتعبير عن أسفها، ولكن العالمين بخطوط الوصل والفصل، يقولون إنّ الرجل الذي تحوّلت في زمنه المدينة الرياضية إلى مدينة منسية، حرّك الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، رفضاً لطلب وزير الإعلام القيام بالأعمال المناطة بمجلس إدارة تلفزيون لبنان كي يتمكّن من صرف سلفة الـ 70 مليار ليرة، ملمّحاً إلى مخالفات وإلى تعدٍّ على صلاحيات مدير عام كاثوليكي - علماً أنّ المركز شاغر - فيما التزم صمت القبور حيال وضع مدير عام وزارة الصناعة الكاثوليكي داني جدعون بالتصرّف، رغم الشواب التي تعتري الإجراء. وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: كيف انطلق لسان الوزير المتلعثم ليدافع باستشراس عن صلاحيات مدير عام غير موجود في تلفزيون لبنان، ولماذا اختار السكوت عندما تطلّب الأمر الدفاع عن مدير عام كاثوليكي موجود على رأس مديريته في وزارة الصناعة؟

بحسب العالمين، كلّاس الذي كان يطمح لتلفزيون لبنان كمديرٍ عام قبل أن تهبط عليه جائزة التوزير، رجله اليوم في وزارة الشباب والرياضه، ولكن عينه بقيت منذ ذلك الحين على تلفزيون لبنان.

في المحصّلة، أخطأ الوزير المكاري لأنّه عمل على نفخ عضلات تلفزيون الوطن في الوقت الذي تلاشت فيه عضلات الدولة، وكلّاس المتعثّر على البساط الجيوكاثوليكي بين مدير عام غير موجود وأُحضِر، ومدير عام موجود وغُيّب، "إنجازه" الوحيد منذ وصوله إلى رياض الصلح إحباط إنجاز الـ 70 ملياراً!

 

  • شارك الخبر