ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - حبيب افرام
٢١شباط اليوم العالمي للغة الام... من يسأل عن لغة مقدسة؟
الأحد ٢١ شباط ٢٠٢١ - 06:14
وانت في زمن الوباء ، تكاد كل القضايا تسقط امام الموت الكاسح والسباق نحو اللقاح ، وامام انهيار مخيف في الاقتصاد والاعمال ، وامام تغيير جوهري في نمط الحياة واولوياتها .
حتى السياسات الوطنية والسيادات والحكومات صارت ثانوية ، فكيف تتذكر
بان هذا اليوم ومنذ ١٩٩٩ مكرس من الامم المتحدة عبر الاونيسكو بان يكون يوما عالميا للغة الام .
ان تختفي لغة ويغيب تراث وفكر عن وجه الارض ليس خبرا - حوالي ٢٧٠٠ لغة مهددة بالاندثار - ، اصلا يضج الاعلام يوميا بالمجازر والحروب والاشتباكات والانفجارات ، ولا من يهتم او يكترث . الضحايا ارقام .
وهكذا ، تبقى السريانية او تندثر مسألة ليست على بال احد ، الا الذين فيهم مس من عشقها ، انها لغة مقدسة تكلم بها السيد المسيح ، وهي لغة حضارة وثقافة في هذا الشرق ، وليست لغة مذهب او دين او كنيسة فقط ، وهي هوية وانتماء . تعمقوا في اسماء المدن والقرى والانهر واللغة المحكية .
من يجرؤ ان يكرسها لغة وطنية ؟ان يحميها ؟ لا لبنان الذي يدعي نظامه التنوع والتعدد ، ولا سوريا ولا العراق ، تعلنها متجاوزة الفكر الاحادي الالغائي .
انها مسؤوليتنا كلنا ، انظمة احزابا كنائس مؤسسات ، اذا كان التاريخ قد ظلمنا ابادات وسيوفا ، واذا كان انتشارنا واقعا مؤلما ، فعلى الاقل نجهد للحفاظ على لوننا وسرنا وجزء من ثروة تاريخنا .
والى كل ملافتنا الذين يحملون اللغة امانة وندرا تحية محبة ووفاء .
بقلم حبيب افرام
رئيس الرابطة السريانية
امين عام اللقاء المشرقي