hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - الياس الزغبي

ورطة بعبدا

الجمعة ١٨ أيلول ٢٠٢٠ - 12:39

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا يستطيع أي مراقب أن يتجاهل الارتباك الحاصل في قصر بعبدا بفعل انسداد الوضع الحكومي، وحالة الاستعصاء في استيلاد الحكومة الجديدة من بطن "الحوت الشيعي".
حاول الرئيس عون أن يخرج من حرجه، ولو على حساب الدستور، فقام بمشاورات إضافية لا شأن له فيها ولا صلاحية، فانتهت كضربة سيف في الهواء.
وحين تبيّن له أن شقّه التوأم في "تفاهم شباط"، "حزب اللّه"، ذهب بعيداً في الانقلاب على "تفاهم قصر الصنوبر" والمبادرة الفرنسية، تدخّل بحذر في محاولة لإقناع شريكه بالمداورة والتخلّي عن حقيبة المال، إنقاذاً ل"العهد" قبل سواه.
لكنّ محاولته الحذرة اصطدمت بتصلّب غير مسبوق من هذا الشريك لخلفية تتخطى تلك المحلية التي ينطلق منها الشريك الآخر المضارب نبيه بري. لأن حسابات "حزب اللّه" تمتدّ إلى عمقها الإيراني بصراعاته الإقليمية والدولية، ولا ترتبط فقط بالحساب البلدي الشيعي الموضعي.
وجد عون نفسه بين أحقية التزام الرئيس المكلّف مقتضيات الورقة الفرنسية واتفاق قصر الصنوبر، واستكبار "الثنائي الشيعي" وتسلًقه أعلى شجرة الشروط، بحيث بات من الضروري القيام بعملية طارئة لإنزاله، قبل إنزال لبنان إلى جحيمه.
وحاول عون تمرير رسالة إلى شريكه عبر التسريب وليس التصريح، مفادها أنه يؤيد المداورة في الحقائب. لكنّ هذا التسريب لم يرقَ إلى موقف يجعل "حزب اللّه" يدرك مدى انكشاف غطائه لدى سائر الطوائف، خصوصاً الغطاء المسيحي في "ورقة التفاهم".
إن عدم حسم موقف قصر بعبدا، بموقعه الدستوري، لجهة أحقية موقف الرئيس أديب، والتزام مضامين مبادرة ماكرون ومبدأ المداورة، سيزيد إرتباكه بين سندان المبادرة ومطرقة "حزب اللّه".
وبدلاً ممّا يعتقده فرصة لإنقاذ البقية الباقية من "العهد"، يكون قد ذهب ضحية اللاموقف واللاقرار.
فهل هناك ورطة أسوأ وأصعب؟!

  • شارك الخبر