hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - د. نسيم الخوري

من يطوي السجّادة الديمقراطية في لبنان؟

الإثنين ٢٦ تموز ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تنمو التجارب الديمقراطية وتتحصّن بالشابات والشباب الفتيّة التي تراكم نبذ الاستبداد من ناحية وتقاليدها المذهبية في التاريخ المعاصر. ولهذا مسكين أيّ حاكم أو مسؤول الذي يصدّق نفسه بخلوده أو أنّه قادرعلى طي سجادة الديمقراطية المفلوشة في لبنان والأرض المغمورة بثقافاتٍ الدنيا لاحدود لها لكن ما يجمعها عشق الحريّة في التعبير والتغيير ترسّخه وسائل الإعلام والاتصال والتواصل الاجتماعي.

يا من يدّعي الزعامة في لبنان:

العالم مندهش بالاستبدادية المتجذّرة والصلبة في سياسات بعض الحكّام الدهريين ومواقفهم العبثيّة في لبنان وفي بعض بلدان العرب امتداداً نحو الشرق الذي فيه تبيت الشمس أعني النور لا الظلام أوالتظلّم، وامتداداً نحو شواطيء غربي المتوسط. لنقل أنّ ما يجمع هؤلاء جميعاً هو طمس عيون الناس كي لا نقول فقأها حجباً للأنوار والحرية والتحرّر والتغيير. إنّكم تعدّون أيامكم المهلهلة الأخيرة.

يمكنني التبشير، في ضوء هذا المناخ المعاكس لحركة لدنيا في القرن الـ21، بسقوط التحكّم لا الحكم عبر إيقاظ الصراعات الدينية والطائفية والمذهبية والحزبيّة وتوظيف قوى الأمن أدوات طيّعة مسحاً للاحتجاجات والمظاهرات وحجب تجمّعات التقدّم أو التفكير بإصلاح المجتمعات. المستقبل القريب جدّاً سيذريكم مع الـ... إملأ أيّها ىالقاريء الفراغ بالكلمات المناسبة بحكّامنا.

أشهد بقلم التاريخ، بأنّ الأنظمة القاسية تعفّنت عبر أنساق حكّام لم يدركوا معنى الانسان، يعتمدون أدياناً وأساليب تقهر الإنسانية وتقتلها في بطون الأمّهات وقد جرفتهم الأزمنة، كما جرفت الإمبراطوريات والأنظمة الشمولية الشائعة الضخمة وأحرقت ورشها المتضافرة المكدّسة في العالم كلّه.

يكفي أن يفتح حكّام لبنان عيونهم وآذانهم على الموسوعات أو على التطبيقات التاريخية التي تؤرّخ بالصوت والصورة للأطفال في أسرّتهم للأحداث والمشاهد الخاصة بنهايات الأنظمة الاستبدادية وتواريخها الوسخة.

إفتحوا أعينكم:

لم تحصل هذه النهايات، كما يكتب صغار المؤرّخين، منذ سقوط جدار برلين (9/10/1989) الذي اعتُبر الخطّ الفاصل بين الديمقراطية والديكتاتورية، بالرغم من أنّ هذا العام كان علامة الإهتزاز الهائلة في تاريخ الحكم والحكّام المعاصرين إذ حصل السقوط المحتّم للفكر اليساري بعد مرور مئوية ونصف تقريباً على البيان الشيوعي الأوّل.

لا تنسوا أنّ المصادفة شاءت أو غير ذلك أن يقع في السنة عينها العيد ال 200 للثورة الفرنسية التي دمغت لمن يعرف عقل البشرية وعيونها باحتفالاتها اللافتة داخل مثلّث المساواة والأخوّة والحريّة المتساوي الأضلاع. ولقد جذب الفرنسيون العيون العالمية وفرنسا منهمكة في البحث عن الحاجة لتجديد هويّة الدولة وثورتها المجيدة عبر احتفالهم الأخير في 14 تمّوز 2021 تحت برج إيفل بمشاهد قديمة فائقة الروعة سحبتنا فعلاً نحو التوق إلأى تاريخ ثورة الفرنسيين وقيمها، وذكّرتنا بهشاشة الحكم الحاضر لا في فرنسا وحسب، بل في معظم دول العالم العظمى والمتوسطة والصغرى وخصوصاً لبنان الساقط في كعب سلم الدول، وكلّها أعني الدول مشغولة بحكّ أنوفها بحثاُ مستنقعات الحكم وأشكاله في لبنان وكيفية تخليص اللبنانيين من استبدادكم الذي تجاوز المدى.

لو خطونا نصف قرنٍ إلى الوراء، مذكّرين بسلاطين حوّلوا الديمقراطيات ديكتاتوريات محصّنة فانهارت الحكومات والأنظمة المستبدّة رمّةً في جنوبي أوروبا وأميركا اللاتينية وشرقي آسيا وأفريقيا والعالم لوجدنا:

1- أنّ روسيّا نفسها أضاعت عظمتها في العام المذكور، بانتخاب نوّابها ورئيسها وتبعتها انتخابات في الجمهوريات الاشتراكيّة ال 15 ووصل فيلق التغيير الى الصين التي اجتاحتها مظاهرات المطالبين بالنظام ديمقراطي؟

2- أنّ أوروبا ثانياً، تُذكّرنا بسقوط حكومة "كايتانو" في البرتغال في ال 1974 بانقلاب فتح النوافذ الديمقراطية بانتخاب عالم الاجتماع "ماريو سواريز" رئيساً للوزراء في ال 1976. وكذلك سقوط العقداء أو "الجونتا" الذين قبضوا على اليونانيين خلال سبع سنوات من 1967 حتّى الانتخابات الشعبيّة لحكومة "كارامنليس" في ال 1974. توفي جنرال إسبانيا "فرانسيسكو فرانكو" في ال 1975 فاتحاً الطريق نحو الديمقراطية في ال 1977.

3- وشهدنا في أميركا اللاتينية ثالثاً، خلال عقدٍ ونصف سقوط الاستبدادية وشيوع الديمقراطية التي عادت إلى البيرو في ال 1980 بعد دزّينةٍ من الحكم العسكري. وساهمت حرب "الفوكلاند" في ال 1982 بإسقاط الجيش في الأرجنتين وقيام حكومة "الفونسين" الذي انتخبه الشعب، ومثلها سقطت الحكومات العسكرية في الأورجواي في ال 1983 والبرازيل في ال 1984، وباراغواي وتشيلي ونيكاراغوا وبيرو وكولومبيا. ولم يبق مع بداية التسعينيات سوى كوبا.

4- أذكّر بالتحولات المشابهة في شرقي آسيا وسقوط ديكتاتورية "ماركوس" في الفيليبين في ال 1986 لمصلحة "كورازون آكينو"، وتخلّي الجنرال"شون" عن السلطة في كوريا الجنوبية قبل انتخاب" رو تاي وو" رئيساً، وبعد رحيل" شيانغ شنغ كو"، في ال 1988 في تايوان، إذ راجت الأفكار الديمقراطية السريّة التي أوصلت الى "البرلمان" الأهلي، وكانت من تداعياتها، إسقاط الحكومة الاستبدادية في بورما وتلقّف الديمقراطيّة. أمّا في أفريقيا فقد أعلنت

حكومة جنوب أفريقيا في بداية العام 1990 إطلاق سراح "نيلسون مانديلاّ" والاعتراف بالكونغرس الأفريقي الأهلي.

هكذا يمكن الركون إلى سقوط سلطات الحكم المسكونة بالقوّة والحيلة والاستقواء والإستجداء والإستعداء في لبنان على سبيل المثال، وهو ما يمكن لصقه بالمستبدّين الذين يدمّرون حتّى الديموقراطية المستوردة عبر تسلّطهم وحماياتهم بالمذهبية والأقارب والحزبيين والمستشارين والأتباع ورجال الأعمال والساسة الإقطاعيين المشرّعين لرموزهم، لكنّ الواقع الشعبي العربي والاهتمام الدولي أقلق وسيُقلق مضاجعهم حيال الحناجر المشتعلة بالتغيير.

  • شارك الخبر