hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - د. طلال حمود

قضية سلامة: قصة صلاحيات أم فساد مرجعيات؟

الجمعة ١٠ حزيران ٢٠٢٢ - 16:48

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

طالعتنا الأخبار في الساعات الأخيرة بخبر مهم استبشرنا فيه خيراً كثيراً وقلنا اخيراً فعلها قضاة لبنان وها هم السادة القضاة قد بدأوا قولاً وفعلاً أكبر وأوسع وأشمل حرب ضد الفساد المُتحكّم في لبنان منذ عشرات السنوات حتى الآن.
يقول القسم الأول من الخبر السارّ ان مُدّعي عام التمييز القاضي غسان عويدات طلب تحريك دعوى الحق العامّ ضدّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بجرائم الاختلاس. الى هنا زقزقت قلوبنا ورقصت من الفرح وانتابنا شعور نشوة وإبتهاج لأننا لطالما انتظرنا من الريّس عويدات وغيره من كبار القضاة ان يتحرّكوا في هذا الملف وفي غيره من الملفات الساخنة التي اربكت كلياً الجسم القضائي في لبنان منذ زمن طويل واثقلت المشهد اللبناني المُلتهب على كل الجبهات وتحديداً وبشكلٍ خطير منذ اكثر من ثلاث سنوات بعد انطلاق الحراك وبدء عملية الإنهيار المهول الذي ما زال ينتظر مرحلة الإرتطام الكبير التي يبشّر بها معظم لا بل كل الخبراء العارفين بخبايا الأمور. بحيث ان تقاعس القضاء عن القيام بمهامه فاقم بشكلٍ كبير أزماتنا السياسية والإقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية والإجتماعية والصحية وساهم بشكلٍ واسع في قهر وتركيع الشعب اللبناني وتجويعه وإذلاله او في التسبّب في تشريده وتهجيره وإرغامه على ركوب مراكب الموت للهرب من الموت المحتوم في الشمال وفي كل منطقة من لبنان او ادّى الى إنتحار الكثيرين من الصبايا والشباب الذين وجدوا ان الموت افضل لهم من العيش في هذا الذل الكبير الذي اوصلتنا اليه عصابات اهل السلطة وحاكم المصرف المركزي وسياسات البهلوانية ومافيات اصحاب المصارف الذين عبثوا تعسّفاً وسرقوا صعوداً ونزولاً وعند كل مفترق !
الى هنا كنا قد اطلعنا على الشق الأول من شهادة ان "لا اله..." وكنا نتتظر ان تُستكمل بسياقها الطبيعي المنطقي الذي يقول "إلا الله". ولكننا صعقنا عندما اكملنا الخبر الذي ورد فيه ايضاً ان القاضي عويدات احال الملف الى القاضي زياد ابو حيدر الذي رفض إستلامه متذرعاً بعدم إختصاصه بهكذا نوع من الجرائم (المالية) ومُشيراً الى ان كل ما يتعلّق بهذه الجرائم هو من اختصاص النيابة العامة المالية وليس النيابية العامة الإستئنافية! وهذا كلام حقّ يُراد منه باطل لكي يتهرّب فقط من تحمّل مسؤولياته ولكي لا يُورّط مرجعياته بحسب ما يقول بعض العارفين بخفايا الأمور وكواليسها! فهل ان القاضي زياد ابو حيدر غير مختصّ حقّاً بتحريك دعوى الحق العام بكل الجرائم المالية البالغة الخطورة التي شارك بها رياض سلامة وشقيقه وخليلته ام انه لا يريد حمل عبء كرة النار هذه لعدم إحراج البعض!
لقد اخذنا علماً بأنّ مدّعي عام التّمييز القاضي غسان عويدات وبعد إنتظار طويل طلب من النيابة العامة الاستئنافية تحريك دعوى الحقّ العام ضدّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بجرائم الاختلاس، ولكننا في المقابل اصابتنا غصّة كبيرة كادت ان تقضي علينا بنوبة قلبية حادة عندما علمنا ان القاضي زياد أبو حيدر رفض استلام الملف. وفي وقت سابق كنا قد علمنا ايضاً أنّ القاضي غسان عويدات تبلّغ استحضار دعوى مداعاة الدولة اللبنانية، المقُدّم بوجهه من رياض سلامة وشقيقه رجا.
وهنا وبشكلٍ بديهي نتساءل: لماذا يرفض الريّس زياد ابو حيدر وغيره من القضاة المحسوبين على المرجعية السياسية ذاتها إستلام الملف وما الذي يمنعهم من ذلك؟ وهل ان مرجعيتهم السياسية و/او الروحية مُتورّطة لا سمح الله وقدّر بتهريب اموال الى الخارج او الحصول على هدايا وعطايا وهبات معينة من رياض سلامة او بأمور الفساد وما الى ذلك؟ ولماذا كل هذا الإصرار خاصة من بعض رجال الدين الذين يحاضرون بالعفة والمظلومية والحرمان كل يوم في عظاتهم سواء بمناسبة ام من دون مناسبة؟
لا نستطيع ان نفهم لماذا تستميت هذه المرجعيات في الدفاع عن رياض سلامة أو شقيقه بهذا الشكل الذي يستفزّ مشاعر كل مواطن لبناني شريف خسر جنى العمر وكل ما ادّخره من اجل تقاعده والحلم والمستقبل؟! وهل هي قبضت ثمناً كبيراً لقاء هذا الموقف كما تشير بعض المعلومات الإعلامية شبه المُؤكدة التي اوحت بحصول هكذا صفقات مشبوهة طيلة الفترات الماضية والحالية لتأمين الغطاء لهذا الفاسد الأكبر وغيره ممن نهبوا خيرات البلاد وثرواتها؟ وكيف وبأي حق يحقّ لأية مرجعية (نؤكد على كلمة اية مرجعية دينية او سياسية) الدفاع عن فاسد مثل رياض سلامة فُتحت معه عدة ملفات قضائية ومطلوب التحقيق معه في لبنان وفي عدة دول اوروبية ومتهم بعمليات اختلاس وتبييض اموال وفساد واستغلال نفوذ وبالتالي المساهمة معه بتغطية اكبر جريمة مالية عرفها العصر الحديث ولبنان، وهي سرقة اموال المودعين التي تقدر بحوالي 110 مليار دولار وهدر حوالي 320 مليار دولار اميركي اخرى من خلال موازنات لم تُقرّ خلال ٣٠ سنة ماضية؟ فكيف يدخلون الكنائس و/او المساجد وهم يعبدون إلهاً كبيراً (استغفر الله) اسمه "الدولار الأميركي الأخضر" وكيف سيقابلون ربهم يوم الحساب وكيف سيبررّون فعلتهم وماذا سيقولون للباري عزّ وجل عندما يسألهم لماذا انحزتم الى كبار اللصوص ومافيات اصحاب المصارف وكبار التجار وعبدتم الدولار وابتعدتم كل البعد عن الوقوف الى جانب الفقراء والمقهورين والمظلومين وما كان سبب ذلك؟

  • شارك الخبر