hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - العميد المتقاعد طوني مخايل

الشرطي السيئ / الشرطي الجيد

الجمعة ١١ أيلول ٢٠٢٠ - 23:41

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

سياسة الشرطي السيئ الذي يتهدد ويتوعد، والشرطي الجيد الذي يُهادن ويراضي، تُعتمد مع المشتبه بهم كوسيلة تحقيق للحصول على معلومات أو للوصول الى تسوية ما معهم، وهذا التكتيك يُمكن استعماله من قبل الدول في سياساتها الداخلية والخارجية. وصحيح إن الوسيلة تختلف ولكن الهدف النهائي واحد.

تجلَّت هذه المعادلة بشكل واضح منذ انفجار مرفأ بيروت، حيث وُضِع حزب الله في موقع المشتبه به امام الشرطي السيئ (الولايات المتحدة) والشرطي الجيد (فرنسا)، والتهمة الاولى هي نفوذه الكبير على الساحة السياسية الداخلية، مما يعني دوره المؤثر في السير بالإصلاحات لقيام الدولة أو عرقلة هذه الإصلاحات والتسبب في إنهيار البلد. والتهمة الثانية هي سلاحه ودوره الاقليمي.

في البداية، ما تزال فرنسا تفصل ما بين الجناح السياسي والعسكري للحزب. وقد درجت منذ الانفجار على الاعتراف بدور الحزب السياسي في لبنان وأهمية هذا الدور في الاستقرار الداخلي والخروج من الازمات، وبأن له نواباً في البرلمان اللبناني مُنتخبين من الشعب اللبناني. وأما عن سلاحه فلا مانع لدى الفرنسيين بالتفاوض بشأنه في المرحلة القادمة. كما أطلق الرئيس الفرنسي الوعود بأموال "سيدر" وبتنظيم مؤتمر دولي آخر لمساعدة لبنان اقتصادياً، ولكنه لا يتوانى في الوقت نفسه عن بعث رسائل الى الحزب من إستغلال إسرائيل للأشهر المتبقية قبل الانتخابات الاميركية، لشن حرب على لبنان بحجة التخلص من الصواريخ البالغة الدقة للحزب، وكل ذلك بغطاء من الرئيس ترامب.

في المقابل فإن الولايات المتحدة تعتبر الحزب بكل مؤسساته العسكرية والسياسية والاجتماعية منظمة إرهابية، تُشكل خطراً عليها وعلى حلفائها وفي مقدمتهم الكيان الإسرائيلي، كذلك يعتبر الاميركيون بأن الحزب أُعطِيَ فرصاً كثيرة منذ العام ٢٠٠٥ للإنخراط في مشروع الدولة السياسي ولكنه لم يغير إداءه، وبالتالي يجب استبعاده من مؤسسات الدولة وخاصة التنفيذية منها، وعلى وجوب نزع سلاحه وخاصة الصواريخ بشكل فوري، ولا يتوانى أركان الإدارة الاميركية في تصاريحهم الإعلامية عن الإشارة الى حق إسرائيل بالدفاع عن أمنها وحدودها، مما يُحفز هذا الكيان على القيام بأعماله العدوانية.

اذا صحَّت نظرية الشرطي السيئ والشرطي الجيد، فما هي الاهداف المشتركة لكل من اميركا وفرنسا من خلال هذه السياسة مع حزب الله، والكل يعلم أن مطلب الإصلاحات هو واجهة للوصول الى هذه الاهداف؟

هل ملف ترسيم الحدود البحرية التي تتولاه الولايات المتحدة بين لبنان والكيان الإسرائيلي مرتبط بالبلوك رقم٩ والعَقد القائم مع شركة توتال الفرنسية، والذي ينص على بدء الحفر قبل أيار ٢٠٢١؟

هل تقليص نفوذ الحزب وقوته عبر نزع سلاحه وإنخراطه في الحياة السياسية، يُعطي الأمن للعدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، وفي نفس الوقت يسمح بإسترجاع فرنسا لنفوذها القديم في لبنان؟

هل تعزيز فرنسا لنفوذها في لبنان، يُساعد الولايات المتحدة على وقف المد التركي في الداخل اللبناني وفي شرقي المتوسط؟

هل هنالك اتفاق أميركي - روسي لوقف المد الإيراني في سوريا، واتفاق أميركي-فرنسي مماثل له في لبنان؟

اما اذا كانت هذه النظرية خاطئة، ولكل من الولايات المتحدة وفرنسا سياسته الاستراتيجية تجاه لبنان والمنطقة، والتي من الممكن ان تلتقي في ما بينها تكتيكياً لتعود فتفترق استراتيجياً، فهذا يعني بالتطبيق العملي العودة الى أزمات الماضي ومآسيه وإسقاطها على مستقبل لبنان واللبنانيين.

  • شارك الخبر