hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - غاصب المختار

هكذا أسقط صراع الدول مشروع حياد لبنان

الثلاثاء ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٠ - 00:09

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في "حوار العام" عبر قناة "الميادين"، قدّم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على مدى أربع ساعات، عرضاً شاملاً لأحداث العام الماضي في المنطقة، ولبعض الاحداث اللبنانية، وهي احداث تفصيلية تتمحور حول حدثٍ واحد كبير هو الصراع الكبير الدائر في المنطقة، والذي استتبع حروباً صغيرة هنا وتوترات هناك، منذ العام 2005 الى العام 2011 وصولاً الى العام 2020.

وضع السيد حسن امام الناس خيارين حَكَمَا المشهد العام في المنطقة، ومن ضمنها وفي قلبها لبنان، الذي عانى تداعيات ما يجري في الدول الاخرى لا سيما في سوريا. الخيار الاول الاستسلام والإنسحاق امام المشروع الاميركي – الاسرائيلي، او خيار المواجهة والصمود على أمل الانتصار، وحدّد أن محوره اختار خيار المواجهة والصمود.

هذه الصورة الشاملة التي قدمها نصر الله تُظهِرُ ان ما شهده لبنان من تراجع خلال السنوات العشر الاخيرة ومن ثم الانهيار، هو نتيجة هذا الصراع وجزء "من خسائر المعركة" الدولية والاقليمية، ولذلك انقسمت الآراء بين القوى السياسية وحتى داخل المجتمع الواحد والبيئة الواحدة، بين مؤيد لهذا الخيار او ذاك. ولهذا ربما فشل مشروع حياد لبنان عن هذه الصراعات، لأن بعض أهله اختار هذا المحور، والبعض الآخر اختار المحور الثاني، وبقي المحايدون بلا صوت ولا صدى. فيما الصراع مع العدو الاسرائيلي واحتلال الارض والمياه يفرضان نفسيهما على الواقع اللبناني.

لكن المسؤولية لا تقع على اللبنانيين وحدهم، ففشل مشروع الحياد يقع على دول الخارج التي تضغط هنا، وتستقطب هناك، وتفرض عقوبات على من لا يمشي في خيارها، او تفرض خيارات معينة على بعض المجموعات. بمعنى اوضح إن الخارج لم يتركنا لحالنا، والحياد عن الصراع مع الاحتلال لا يُمكن تغييبه عن يوميات لبنان السياسية والأمنية. فكيف يكون الحياد في هذا الصراع إذا لم تتجاوب اسرائيل مع القوانين والقرارات الدولية؟

وإذا كان مفهوماً إنّه لا يمكن للبنان ان يُحيّد نفسه عن استعادة أرضه ومياهه، فليس بالإمكان تحييده أيضاً عن صراع القوى الكبرى الدولية والاقليمية للسيطرة على المنطقة وتقاسم خيراتها، لا سيما بعد ظهور النفط والغاز في شرقي البحر المتوسط وبكميات ضخمة، ومنها كميات كبيرة في بحره.

بهذا المعنى، سقط مفهوم حياد لبنان، لأن ما يُسمّى المجتمع الدولي لم يستطع معالجة مسألة الاحتلال الاسرائيلي حتى يخرج لبنان من الصراع الاقليمي، ولم تستطع اميركا ان تضمن حقوق لبنان في مياهه الإقليمية وفي المنطقة الاقتصادية الخالصة، لأنها تتبنى وجهة النظر الاسرائيلية الى حدٍّ كبير. وهكذا وقع لبنان بين حدّي احتلال الارض وحفظ حقوقه في بحره وبرّه، ومطلوب منه ان يختار محوراً بين محورين، وان يتنازل عن حقوقه!

  • شارك الخبر