إستمع للخبر

تزداد وتيرة الحركة الديبلوماسية الغربية صوب لبنان مع تنامي التحديات، في مقدمها الرياح الصاعدة تدرّجا من الجنوب، والتي تهدّد بانتشار النار في المنطقة لا في لبنان فحسب.

يوم الإثنين، يصل الى بيروت وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورني في سياق جولة اقليمية تقوده  أيضا الى مصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. وهو يسبق في زيارته هذه استئناف الموفد الرئاسي جان - إيف لودريان مهمّته اللبنانية، علما أن لا زيارة محددة له بعد بفعل التنافر على مستوى المجموعة الخماسية، وعدم اليقين الذي يحيط بمهمّته في ضوء التباين السابق بين رئاسة الإليزيه والكي دورسيه. ولم يتضح بعد موقف سيجورني من مهمة لودريان، لكنه بالتأكيد على علم وإدراك بالحساسية التي كانت سابقا بين الموفد الرئاسي والوزيرة السابقة كاترين كولونا، وهي لا شك انعكاس لاختصار الرئيس إيمانويل ماكرون السياسة الخارجية بشخصه وبخلية الأزمة التي كانت تعاونه وتشتّت أركانها راهنا.

ووفق المعطيات الديبلوماسية الفرنسية، سيثير سيجورني أهمية العودة الى الاستقرار جنوبا والارتكاز على القرار ١٧٠١ كقاعدة ذهبية لتأمين هذا الاستقرار من خلال تطبيقه على جانبيّ الحدود، مع تشديده على اخلاء منطقة جنوب الليطاني من أي سلاح ما عدا سلاح الجيش اللبناني والقوة الدولية التي تشارك فرنسا فيها بأقل بقليل من ٧٠٠ جندي. كما سيثير ضرورة انهاء الفراغ الرئاسي وأن يتحمّل مجلس النواب مسؤوليته كاملة في هذا الشأن.

وسينقل الوزير الفرنسي رسائل بوجوب ضبط النفس، خصوصاً إلى لبنان، حيث تتنامى المخاوف لدى المجتمع الدولي من نشوء حرب حقيقية.

وكان وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون قد أثار الأمر نفسه في زيارته لبيروت، مشددا على أهمية ايجاد السبل الآيلة الى إرساء التهدئة جنوبا، وعلى ضرورة أن يتراجع حزب الله عن الحدود وأن يخلي تماما منطقة جنوب الليطاني.

في السياق عينه، يتحضّر المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين لزيارة لبنان، ربما بداية الأسبوع المقبل أو منتصفه، في حال رُتّبت مواعيده بين تل أبيب فبيروت. ولا شكّ أن الاهتمام الأول يتناول سبل الحدّ من التوتر جنوبا وخفض التصعيد بما يمكّن واشنطن من النقاش السياسي مع المسؤولين في سبل إعادة إطلاق العملية السياسية بدءا من انتخاب رئيس الجمهورية.

وعلم أن هوكستين أثار الخيارات المتاحة مع الوفد اللبناني المشارك في الـUS National Prayer Breakfast، وذلك في عشاء أقامه في واشنطن القائم بالأعمال وائل هاشم في مقر السفارة.