إستمع للخبر

تؤشر المعطيات المجمّعة حتى الساعة الى أن الضغط الأميركي من أجل وقف إطلاق النار في غزة حقق اختراقا لافتا، مع اعلان المتحدث باسم الخارجية القطري أن إسرائيل وافقت على مقترح تعليق إطلاق النار، وأن حماس تلقّتهُ بإيجابية من غير أن تعطي قرارا نهائيا بعد.
وكانت مصادر مصرية مطلعة قد كشفت أن وفداً من الحركة يصل إلى القاهرة ليجتمع مع رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل للبحث في مجمل التصور الخاص بتبادل الأسرى وتعليق إطلاق النار، الذي تم طرحه في اجتماع باريس، حيث من المقرر أن تسلم حماس ردها على الاتفاق المقترح في الأيام القليلة المقبلة.
لا ريب أن من شأن هذه الإيجابية النسبية أن تترك ارتياحا محليا، بالنظر الى أن ترابط الساحات يفترض خمودها لبنانيا عند إخمادها غزّاويا، وهو المتوقع في حال نجحت قطر في تسويق الهدنة عند حماس، وهو المرجّح، لما للدوحة من دالة على الحركة سياسيا ومعنويا.
ولا ريب كذلك أن تفضيل طهران التهدئة في العراق وايعازها الى كتائب حزب الله تعليق العمليات ضد الجيش الأميركي، هو الآخر ذات دلالة لافتة واستثنائية في حمأة الحرب الإسرائيلية على غزة والميني حرب التي يخوضها حزب الله مع إسرائيل منذ الثامن من تشرين الأول ٢٠٢٣. ويمكن بيسر توقّع تهدئة على جبهة الجنوب متى حلّت الهدنة في غزّة، عندها يصبح دخول الحزب في حوار أو نقاش في الأفكار الأميركية لهدنة مستدامة أمرا متاحا، وربما الشرّ الذي لا بدّ منه.
وبات معلوما أن واشنطن تعرض إيجاد حلّ لمشكلة الحدود مع إسرائيل، وخصوصا في النقاط الـ١٣ الحدودية والمناطق المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخراج بلدة الماري، وفي اعتقادها أنها بذلك تعيد الهدوء وتدخل في بازار مع الحزب حول السلاح، وهو ما بات يُعرف بالمقايضة بين ترسانة الحزب ومكاسب سياسية في الداخل، قد لا تقتصر فحسب على موضوع رئاسة الجمهورية.
وبرز في هذا السياق تأكيد مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف أن واشنطن أرسلت رسائل واضحة الى حزب الله بأنه يسير نحو منحدر خطر. ولفتت الى أن الوقت لم يحن بعد لوقف اطلاق النار في غزّة.